- التعلق بما أعده الله في الجنة للمؤمنين الصابرين من النعيم، وعدم الاغترار بما في أيدي الكافرين من زهرة الحياة الدنيا.

- التطلع للمستقبل الذي ينصر الله فيه الإسلام في هذه الحياة الدنيا، ويذل فيه أهل الشرك والعصيان.

ومع هذا كله كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع هذه الأشياء كلها كان يخطط ويستفيد من الأسباب المادية المتعددة، لرفع الأذى والظلم عن أتباعه، وكف المشركين عن فتنتهم، وإقامة الدولة التي تجاهد في سبيل الدين، وتتيح الفرصة لكل مسلم أن يعبد ربه حيث يشاء, وتزيل الحواجز والعقبات والتي تعترض طريق الدعوة إلى الله (?).

لقد فكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالخروج بالدعوة من مكة لتحقيق أمور من أهمها:

1 - البحث عن موطن يأمن فيه المسلمون على دينهم، ويسلمون من أذى قريش وفتنتها حيث لا تطالهم يدها، ولا يمتد إليهم بطشها.

2 - البحث عن بيئة تقبل الدعوة، وتستجيب لها، في مقابل عنت القرشيين وكنودهم، ومن هذه البيئة تنطلق إلى آفاق الأرض، تحقيقا لأمر الله بالتبليغ للعالمين (?) وتم له ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهاجر إلى المدينة ودخل مرحلة التمكين.

لقد تعرض أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأشد أنواع التعذيب, فإذا كان المشركون الأولون يعذبون أولياء الله بالرمضاء والنار - في بعض الأحيان - فإن تعذيب آلات الكهرباء الطويل أشد، وإذا كان الكفار السابقون يصلبون أولياء الله على الجدران والأخشاب وفي جذوع النخل, فإن أعداء الله يصلبون أولياءه الآن على أعمدة الحديد المتصلة بتيار الكهرباء، وإذا كان أعداء الله كانوا يقلبون أولياء الله على حر الرمضاء ظهرا بربط أيديهم ويجرونهم بالحبال، فإن أعداء الله الآن يسحبون أولياءه بالآلات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015