خاصة من التميز الإيماني والتفوق الروحاني، والرصيد العلمي والزاد الثقافي ورجاحة العقل وقوة الحجة، ورحابة الصدر، وسماحة النفس، والخبرات والتجارب الكثيرة، والسياسة الحكيمة, وسوف نركز على أمرين خوفا من الإطالة:

أ- الخبرات والتجارب:

إن التجربة لها الأثر العظيم في اكتساب المهارات والخبرات وهي من أعظم اكتساب الحكمة، والتجربة لا تخرج الحكمة عن كونها فضلاً يؤتيه الله من يشاء، فإنه المعطي الوهاب {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [النحل: 53] ولكنه سبحانه جعل لكل شيء سببا يوصل إليه، والتجربة في العلم اختبار منظم لظاهرة أو ظواهر يراد ملاحظتها ملاحظة دقيقة منهجية للكشف عن نتيجة ما، أو تحقيق غرض معين، وما يعمل أولا لتلافي النقص في شيء وإصلاحه (?) , ويقال: جربه تجربة: اختبره، ورجل مجرب، أي: عرف الأمور (?)، تقول: جربت الشيء تجريبا: اختبرته مرة بعد أخرى، والاسم التجربة والجمع تجارب (?).

وعن معاوية (?) - رضي الله عنه - قال: «لا حكيم إلا ذو تجربة» (?) , ومن المعلوم أن الحكيم لابد له من تجارب قد أحكمته، ولهذا قيل: «لا حليم إلا ذو كثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة» (?).

وبهذا نقول إن الداعية إلى الله إذا خالط الناس، وعرف عاداتهم وتقاليدهم، وأخلاقهم الاجتماعية، ومواطن الضعف، والقوة سيركز على ما ينفع الناس، ويضع الأشياء في مواضعها، لأنه قد جربهم، فالتجارب تنمي المواهب والقدرات، وتزيد البصير صبرًا، والحليم حلما، وتجعل العاقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015