فقد أشارت إلى الإيمان بالله، والتوكل عليه سبحانه، واجتناب كل إثم وفاحشة والصفح والتسامح، والاستجابة لكل ما أمر الله به، وإقام الصلاة، وممارسة الشورى في كل ما يعنيهم من أمر، والإنفاق في سبيل الله ووجوه الخير، والانتصاف من كل عدو للإسلام والمسلمين، وهو مقتضى العدل، والعفو والتسامح مع القدرة على الانتصاف، وهو مقتضى الإحسان, والانتصار بعد الظلم، والصبر على المظالم والتجاوز عن الظالم لعل الله يهديه بشرط ألا يكون ذلك مؤديا إلى الفساد والشر والدعوة للمعرفة, وهكذا يكون المجتمع الإسلامي (?).

الدعامة الرابعة: تأكيد خيرية هذا المجتمع:

الذي انصهر في تعاليم الإسلام ووضعه في مقدمة المجتمعات لقيادته كلها إلى الإيمان والمنهج الرباني والحق والخير والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110].

وهذه خيرية تقوم على الإيمان، والعمل الصالح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بعيدة كل البعد عن الخيرية العرقية، والجنسية، والقومية, كما زعمت أمة اليهود، وانخدعت أمة الألمان بالعرقية منذ خمسة عقود فكفلتها وكلفت العالم كله حربا دامية مات فيها ملايين من البشر.

هذه الدعائم التي يجب أن تسود في المجتمع, وينبغي أن يقوم برنامج هذه المرحلة عليها, وأن يوزع على كل المشرفين في مرحلة الإعداد في القرى والأرياف والحواضر والبوادي والمدن والبلديات, ولاشك أن مرحلة الإعداد والتربية من أهم المراحل التي يبني عليها الأهداف في الوصول إلى التمكين وسيادة شرع الله على العالمين وإقامة دولة الإيمان والتوحيد.

سادسًا: عدة القائمين على مرحلة الإعداد والتربية:

مما لا ريب فيه أن الذين يشرفون على مرحلة الإعداد والتربية لهم مواصفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015