الأخلاق, إلا علم الدين فإنك إن كنت من علمائه أو الداعين إليه أو المتدينين المخلصين لابد أن تكون قدوة حسنة لما تدعو إليه وإلا لما استمع إليك أحد (?).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (قال غير واحد من السلف:

الحكمة معرفة الدين والعمل به) (?).

والعلم بلا عمل حجة على صاحبه يوم القيامة، ولهذا حذر الله المؤمنين أن يقولوا ما لا يفعلون, فقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ - كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].

قال الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقول ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم

تصف الدواء لذي السقام من الضنا ... كيما يصح به وأنت سقيم

أراك تلقح بالرشاد عقولنا ... نصحا وأنت من الرشاد عديم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم (?)

عدة الدعاة القائمين على هذه المرحلة:

أولاً: التميز الإيماني والتفوق الروحي:

إن التميز في مجال الإيمان عقيدة صحيحة، ومعرفة جازمة، وتأثيرًا قويًا يعد - بلا نزاع - أهم المقومات وأولى الأولويات بالنسبة للداعية، لكي يكون الداعية عظيم الإيمان بالله، شديد الخوف منه، صادق التوكل عليه، دائم المراقبة له، كثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015