الفرس؟ قال: لا، قال: فهل قاتلت الديلم؟ قال: لا، قال: أفسلم منك الترك والفرس والديلم ولا يسلم منك أخوك المسلم؟ (?).

إذا ما بدت من صاحب لك زلة ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا

أحب الفتى ينفي الفواحش سمعه ... كأن به عن كل فاحشة وقرا

سليم دواعي الصدر لا باسط أذى ... ولا مانع خيرا ولا قائل هجرا

إن في أعدائنا كفاية لاستنفاد جهودنا في حربهم، ومواجهتهم, فكيف نغفل عن هذا ونوجه سهامنا لبعضنا؟ (?).

إن نجاح الدعاة في تنظيم جهودهم ووضعها وفق خطة شاملة وتوحيد قيادتهم يعين العاملين في مجال الدعوة على تحقيق أهدافهم, ويستطيعون أن يبذلوا طاقاتهم في البناء وانتقاء العناصر الجيدة التي تعتز وتنتمي إلى الإسلام وتثبت على هذا الاعتزاز وتتجرد ممن سواه، وتورثه إلى غيرها من الناس، وممن يظهر حماسهم والتزامهم الحاسم بكل ما هو إسلامي. ويستطيع الدعاة أن يفرزوا قاعدة قوية بين الناس تؤمن بالعمل الجماعي للإسلام وتراه فرضا عليها، وعلى كل المسلمين القادرين على العمل, وتكون تلك القاعدة طليعة لقاعدة أوسع من العاملين للإسلام، في عمل جماعي تشرف عليه لجان مشكلة على جميع مستوياته الفكرية, والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، والتربوية، والحركية والدعوية وفق خطط مجهزة، وتنظيم محكم، وإدارة واعية وتربية عميقة, يشرف عليها علماء ربانيون وفقهاء عاملون مستوعبون للحياة الإنسانية وقضاياها ومشكلاتها.

وسائل الدعاة في هذه المرحلة:

لقد انتشر في هذا العصر العلم وكثرت فيه وسائل الإعلام والتربية وازدهرت فيه الخطابة والكتابة وعمت الجامعات في كل مكان، وكذلك المدارس في المدن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015