فسأله القرشيون عن هذه الأشياء فوعدهم بالإجابة عليها في اليوم التالي ولم يقل إن شاء الله «قال مجاهد: إن الوحي تأخر عنه اثنتي عشرة ليلة» (?) , وقيل غير ذلك حتى كثر القيل والقال بين الناس، وقال قائل قريش: وعدنا محمدًا غدًا وقد أصبحنا لا يخبرنا بشيء. واشتد الحزن على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسبب ذلك حتى إذا تهيأت نفوس الناس وتوترت أعصابهم والتفتت أنظارهم لنتيجة هذا الحدث العظيم الذي يعتبر من أهم الأدلة والبراهين على صدق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنه مرسل من عند الله نزل الوحي من الله يقول بشأن الفتية: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف: 9].

ونزل فيمن بلغ الشرق والغرب {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83].

ونزل في الروح {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].

فأجاب عن اثنين من الأسئلة ولم يجب عن واحد، الأمر الذي جعل القرشيين وغيرهم يوقنون بصدق دعوى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنه مرسل وأنه صادق أمين كما عهدوه. وهكذا كان القرآن الكريم يجيب عن كل سؤال يوجه إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سواء كان هذا السؤال من المؤمنين أو الكافرين، أو كان لغرض التثبت والتأكد أو للاسترشاد والمعرفة (?).

ولقد تعددت الأغراض الإعلامية من نزول القرآن منجما فبالإضافة إلى ما ذكرنا ثمت أغراض أخرى منها: رفع معنوية الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وقت لآخر بتبشيره بالنصر على الأعداء وحمايته، وفضح أعداء هذا الدين من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب, تنبيه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه من وقت لآخر على أخطائهم, من ذلك ما وقع للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أسرى المشركين يوم بدر (?).

ولقد أرشد القرآن الكريم إلى الدستور الإعلامي في القرآن في قوله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015