في دعوته للسجينين للتوحيد وبذلك يكون منهجه في الارتقاء بالإنسان الذي هو عدة الحضارة ومحرك النهضة ومنفذ البرامج ومنجز المشاريع دعوته للتوحيد وتعليمه حقيقة الإيمان بالله وهذا الكون وهذه الحياة.

إن فائدة التغيير الخارجي تزول إذا لم يكن هناك إنسان أمين على منجزات التغيير الخارجي ويحمل القيم الداخلية التي تضمن استمرارية التغيير الخارجي، صحته وصدقه وأمانته، إن التغيير يجب أن يمارسه الإنسان في المحتوى النفسي، فيطور وينمي ذاته باتجاه الأفضل ثم يجسد محتواه النفسي تغييرًا خارجيًّا، ويحوله إلى ممارسة وتطبيق وتحقيق، لأن أحوال الناس وأوضاعها الاجتماعية من الفساد أو الخير لا تتغير إلا إذا تغير محتوى الإنسان، وما هو عليه من الحق أو الباطل, هذا هو منطق القرآن والحياة، لكي يرسي نظاما لابد أن يهيئ له إنسانا أولا.

إذ طورنا النظام ومفاهيمه دون الإنسان ومفاهيمه فسرعان ما يتسرب الفساد من الإنسان إلى النظام، فيقوضه أكثر مما يتسرب الإصلاح من النظام إلى الإنسان فيصلحه، لأن الأنانية وحب الذات والجشع أقوى من نصوص القوانين والأنظمة ما لم تذهبها التربية الداخلية العميقة, والأخلاق الكريمة المبنية على معرفة الله وحبه والخوف منه (?).

إن الآيات القرآنية الكريمة أشارت إلى جوانب أخرى ارتبط بها نجاح الخطة ارتباطا مباشرا، وأهمها جانبان يجمعهما عنصر واحد هو العنصر البشري وعلاقته بنجاح الخطة:

1 - استعداد يوسف عليه السلام على أن يشرف على تنفيذ هذه الخطة وكان هذا الاستعداد بعد أن بدد ظلال الشك وأوهام التهم عن نفسه، وبذلك حدث التكامل القوي بين الخطة والمخططين، بين حساب الأرقام وحساب الأخلاق، بين الأسس المادية والقيم الروحية في المجتمع، بين الدين والحياة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015