إن يوسف عليه السلام قسم خطته إلى ثلاث مراحل:

1 - تزرعون سبع سنين دأبا.

2 - ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد.

3 - ثم يأتي عام يغاث فيه الناس.

وتظهر ملامح هذه الخطة في الآتي:

1 - الطابع الغالب على المرحلة الأولى هو الإنتاج والادخار مع استهلاك محدود، فيوسف عليه السلام حدد خطط الإنتاج بالزراعة وحدد استمرار الإنتاج الزراعي سبع سنين العمل فيها دائب لا ينقطع، ومع هذا الجهد الكبير في الإنتاج المستمر كان هناك تحديد واضح للاستهلاك يبدو في قوله: {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ" وأمر يوسف بحفظ السنابل المخزونة من الغلال كاملة كما هي {فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ".

2 - فإذا ما انتهت سنوات الإنتاج السبع، بما فيها من جهد متصل دائب، واستهلاك محدود كان على الخطة أن تقابل تحديًا ضخمًا هو توفير الأقوات سبع سنين عجاف، وبعبارة أخرى: بعد الإنتاج والجهد الدائب في المرحلة الأولى سيأتي تحمل أيضا في المرحلة الثانية وهو تحمل يحتاج إلى تنظيم دقيق يصل فيه الطعام إلى كل فم.

3 - ومع هذا التحمل والتنظيم الدقيق، ينبغي ألا تأتي هذه السنوات العجاف على كل المدخرات، وإنما كان يوسف عليه السلام واضحا في قوله {إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ" فكان هذا الجزء المدخر هو «الخميرة» التي تستطيع بها الأمة أن تقابل متطلبات البذر الجديد بعد السنوات العجاف، أي إعادة استثمار المدخرات.

كان على يوسف عليه السلام أن يوازن بين ثلاثة جوانب، الأول الإنتاج، والثاني الاستهلاك، والثالث الادخار، وأن يعيد استثمار المدخرات.

ومن طبيعة التطور أن تختلف «تفاصيل الصورة» ولكن أساسها سيظل قائما عميقا في ديننا وتراثنا .. (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015