الصغيرة والكبيرة, لا يبقى معها هوى في النفس, ولا شهوة في القلب, ولا ميل في الفطرة إلا وهو تبع لما جاء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من عند الله.

فهو الإيمان الذي يستغرق الإنسان كله, بخواطر نفسه, وخلجات قلبه وأشواق روحه, وميول فطرته, وحركات جسمه, ولفتات جوارحه وسلوكه مع ربه في أهله, ومع الناس جميعًا .. يتمثل هذا في قول الله سبحانه في الآية نفسها تعليلاً للاستخلاف والتمكين والأمن» (?).

لقد تقرر أن الإيمان عند علماء السلف قول باللسان واعتقاد بالجنان وفعل بالأركان.

والقول باللسان هو النطق بشهادة الحق وهي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

ومعناها: لا معبود بحق إلا الله, وبذلك تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده (?).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله, والتقرب إليه بما يحبه, ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه, وهذا حقيقة «لا إله إلا الله» , وهي ملة إبراهيم الخليل عليه السلام وسائر الأنبياء والمرسلين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين) (?) , أما شقها الثاني: محمد رسول الله, فمعناه تجريد متابعته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر.

ومن هنا كانت «لا إله إلا الله» ولاء وبراء, نفيًا وإثباتًا.

ولاء لله ولدينه وكتابه وسُنَّة نبيه وعباده الصالحين, وبراء من كل طاغوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015