قال الله عنهم بعد أن ذكر نعتهم بالجملة: قال: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس:64] فلما قال ربنا في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فهمنا أن البشارة قسمان؛ لأن الله ذكر زمنين، وهذه البشرى تكلم العلماء فيها كثيراً، والأصل الذي نرى أنه لا يحسن ولا يجمل قصرها ولا حصرها على شيء واحد، وإنما تبقى البشرى مفتوحة في الحياة الدنيا، ومن أعظم البشرى الرؤيا الصالحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال -كما في البخاري - وهو لا ينطق عن الهوى قال: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات.
قالوا: يا رسول الله! وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن)، وفي زيادة: (أو ترى له) (يراها المؤمن أو ترى له)، فهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات الرؤيا الصالحة).