الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الكون بما فيه، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره، واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثاني المتعلق بتعليقنا وتأملاتنا على سورة يونس، وكنا كما سبق قد انتقينا في الأسبوع الماضي وتحدثنا عن هذه السورة، وقلنا: إنها سميت بهذا الاسم لما ورد فيها ذكر اسم النبي الكريم يونس بن متى عليه الصلاة والسلام في قوله جل شأنه: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس:98].
ويونس بن متى أحد الأنبياء والمرسلين بنص القرآن، وقد ذكره الله جل وعلا في القرآن باسمه الصريح، وذكره في القرآن بكنيته أو بلقبه، ذكره باسمه الصريح في النساء والأنعام، وفي يونس وفي الصافات، وذكره جل وعلا بلقبه مرتين: في الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء:87].
وفي القلم: {وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم:48].