فائدة دنيوية: لا تؤمل في الناس خيراً أكثر من اللازم، فقد تحسن إلى إنسان فلا يكافئك على إحسانك، فلا تتعجب، فمن الناس من يكشف الله عنه الضر فيمر كأن الله لم يكشف عنه شيئاً، فإذا كان هذا تعامله مع خالقه فمن باب أولى أن يكون تعامله مع عبد مثله ومخلوق مثله أردى من ذلك وأسوأ.
والعاقل أصلاً لا يؤمل مما في أيدي الناس شيئاً، وإنما يزرع الجميل ولو في غير موضعه، فإن الجميل يحصد في أي مكان وينفع، والعرب تقول: لا يذهب العرف بين الله والناس، فإن أضاعه الناس فإنه يبقى عند الله، لكن الذي يعنينا في الآية أن من دلائل أهل الإيمان أن لهم مع الله طريقين، وكل طريق لهم فيه مطية، فطريق الابتلاء مطيتهم فيه الصبر، وطريق النعماء مطيتهم فيه الشكر والحمد، وهما في كلا الحالتين معترفون مقرون لله جل وعلا بالحمد والفضل والمنة.
هذا ما أردنا بيانه هذه الليلة على عجل حول سورة يونس، فعسى أن أفرغ فيما بقي من الوقت لأسئلتكم.