ثم قال الله جل وعلا: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر:88]، وهذه الجملة تحتمل ثلاثة معان: المعنى الأول: لا تحزن عليهم لكونهم لم يؤمنوا.
المعنى الثاني: لا تحزن عليهم لما متعناهم به من الحياة الدنيا؛ فإن لهم الدنيا ولك الآخرة.
المعنى الثالث: لا تحزن عليهم أنهم صائرون إلى العذاب؛ لأنهم أهل للعذاب.
ثم ختم الله جل وعلا الآية بقوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:88] وخفض الجناح للمؤمنين معاملتهم بلين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) والإنسان إذا أعطي خفض الجناح والكلام اللين والوجه الذي يبش به في وجوه إخوانه، وإقالة العثرة، والعفو عن الناس، وحسن معاشرتهم؛ فقد رزق العمل بهذه الآية التي أمر الله بها نبيه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:88]، وأولى بخلق المسلم وكريم صفاته وجميل نعوته من حوله من إخوانه المؤمنين.
رزقنا الله وإياكم الفقه في الدين والعمل به.