من أعظم من منَّ الله عليه في تفسير القرآن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى، وبعض الناس يأخذ عن الشعراوي ملاحظات، والحقيقة أنه لا يوجد أحد ما عليه ملاحظة، وإن أصاب في أشياء أخطأ في أشياء، كل الناس عندهم إصابات وأخطاء، ونحن لا نتكلم في عقيدة إنسان ميت أو في عقيدة إنسان موجود أو غائب إنما أتكلم عن علم، إن الرجل إذا فسّر القرآن يُفسِّره بأشياء عجيبة.
وأنا أذكر موقفاً حصل لي في الحج: كنت في خيمة فيها بعض العلماء الفضلاء فسألني أحدهم عن المفسرين، قال: أنت تفسّر القرآن في مسجدك وفي الحج وفي كل مكان من رأيت من المفسرين؟ قلت، هذا دين أنا لا أجامل أحداً ولا أخشى أحداً؛ قلت: ممن من الله عليهم بتفسير القرآن: الشعراوي، فتغيرت ملامحهم يعني ما هم راضون، فقلت: يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم لي إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) ما تفسير هذا الكلام؟ قال: إلا الصوم فهو عبادة ما فيها رياء وإخلاص، قلت: ما فيه عبادة يدخلها الرياء غير الصوم؛ لأن الإنسان إذا صام كل الناس تعرف أنه صام، ثم قلت له: أتدري ما قال الشعراوي فيها؟ قال: ماذا قال؟ قلت قال الشعراوي: إن الله خص الصوم لأنه عبادة لم يُعبد غير الله بها، ومعنى هذا أن الصلاة مثلاً قائمة على السجود والركوع، وكم من ملوك وطواغيت عبر التاريخ سُجد ورُكِع لهم تعظيماً من دون الله.
والزكاة أخذ مال، وكم من ملوك وسلاطين يُجبى لهم المال.
والحج قائم على الطواف، والله يقول: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج:29] وكم من قبور وأضرحة وملوك يُحملون ويُطاف حولهم، لكن يستحيل أن يصوم أحد لأحد، فالمُصام له لا بد أن يراقب الصائم ويمشي خلفه حتى لا يأكل ولا يشرب، ولا يمكن لملك أن يفعل هذا.
فلم يُصم إلا لله، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
ومن أدب هذا الرجل الفاضل أن أخرج ورقة وكتبها، وقال: هذه والله فريدة من فرائد العلم.
الحكمة ضالة المؤمن فخذها من أي أحد، فإن قال أحد حقاً فخذه، وإن قال أحد باطلاً حتى لو كنت تحبه ما ترك قوله.
فيجب أن نربي الناس على الحق.