ومما يثبت به قلبك على طريق الله ألا يكون في قلبك غل ولا حقد على مؤمن كائناً من كان {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
ومن أخطأ من علماء الأمة -غفر الله لنا ولهم- فالتمس العذر، ولست ملزماً بأخذ قوله، فيرد عليه القول، ويبقى له إيمانه بربه تبارك وتعالى.
وفي طلبك العلم لا تشتغل بالناس، ولا تشتغل بفلان ولا جماعة فلان ولا حزب فلان، {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج:78]، فنحن مسلمون، ولا نريد اسماً زائداً على هذا الاسم بعد أن سمانا الله جل وعلا به، وكفى به فخراً.
وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على المهاجرين والأنصار لما قال أحدهم: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، فقال عليه الصلاة والسلام: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟) مع أن (المهاجرين) و (الأنصار) اسمان قرآنيان، قال الله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ} [التوبة:100].