ثم قال جل وعلا: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور:1 - 3].
جاءت كلمة (كتاب) منكرة، فليست معرفة بـ (أل) حتى نقول: هل هي للعهد أم هي للجنس.
ولذلك اختلف العلماء رحمهم الله في المقصود بالكتاب هنا، وأظهر الأقوال ينصرف إلى قولين: قول أن المقصود بالكتاب اللوح المحفظ، والقول الثاني -وهو الأشهر- أن المقصود به كتاب الله القرآن الكريم الذي بين أيدينا.
قال تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور:2] أي: مكتوب، يقال: سطر بمعنى: كتب.
قال تعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور:3] الرق -بفتح الراء- ما يكتب عليه، وكل شيء كتبت عليه من الصحف أو الورق يسمى رقاً، أما الرِق -بكسر الراء- فهو العبودية، ويتناول عند الفقهاء في قضية الرقيق وما أشبه ذلك.
وسواء قلنا: إنه اللوح المحفوظ، أو قلنا: إنه القرآن الكريم، فكلاهما مكتوب، كما هو معلوم أن الله أول ما خلق القلم قال له: اكتب كما في الحديث الصحيح.
والأظهر أن المقسم به هنا هو كلام الله.