ونشرع في هذا الدرس -إن شاء الله تعالى- في تأمل خمس آيات من سورة الأنفال، وقد جرت العادة بأننا نقدم للسورة قبل أن نشرع في تفسيرها.
فسورة الأنفال سورة مدنية، ونقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: إن قول الله جل وعلا: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} [الأنفال:30] مكي، والله أعلم.
ولكن السورة في جملتها سورة مدنية، وهي من أوائل السور المدنية التي نزلت، ومن أواخر السور المدنية سورة التوبة، وكلتا السورتين عنيتا بالغزوات، خاصة سورة الأنفال، فسورة الأنفال تكلمت عن بدر، ولذلك يقول بعض العلماء: إنها سورة مدنية بدرية.
أما التوبة فتكلمت عن غزوة تبوك، وجيش العسرة، وهذا كان في السنة التاسعة، والنبي صلى الله عليه وسلم مات في العاشرة، وعلى هذا فالتوبة من آخر ما نزلَ جملة من السور المدنية، والأنفال من أوائل ما نزل من السور المدنية، فهي مدنية بدرية.