قال جل وعلا: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام:86]، أي: فضلناهم بالنبوة {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام:87]، قوله تعالى: {آبَائِهِمْ} [الأنعام:87] يعني الأصول، ثم قال: {وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الأنعام:87]، ولم يقدم ذكر الإخوة، بل قدم الأبناء لأنهم فروع، فما دام أنه ذكر الأصول فسيذكر الفروع، ثم قال: {وَإِخْوَانِهِمْ} [الأنعام:87]، والإخوان ليسوا أصولاً وليسوا فروعاً، وإنما حواش، فترتيب القرآن ترتيب منطقي، حيث ذكر الله أولاً الأصول، ثم ذكر الفروع، ثم ذكر الحواشي.
فالله يريد أن يقول: إن نعمة الله على إبراهيم ليست محصورة في هؤلاء الصالحين في أنفسهم، وإنما في أصولهم وفروعهم وحواشيهم.