ثم بعد بيان أنه رسول، يدعو إلى رب بيده خزائن كل شيء، ويعلم الغيب والشهادة، ويستحق العبادة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} [الأنعام:50].
وهذا استفهام إنكاري؛ لأن (هل) أداة استفهام، بمعنى: لا يستوي الأعمى والبصير.
والمقصود بالأعمى والبصير هنا الضال والمهتدي، والعالم والجاهل، والموحد والمشرك، فكلها يمكن أن تدخل في تفسير قول الله جل وعلا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50].
وقول الله جل وعلا: {أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50] دلالة على أن العقول مخاطبة بشرع الله تبارك وتعالى، وهنا مسألة وهي دخول العقل في الشريعة، وهذه مسألة تذكر كثيرا بين طلاب العلم، وفصل الخطاب فيها أن تعلم أن العقل مكتشف للدليل وليس منشئاً له.
فالدليل وضعه الله في كتابه وفي سنة رسوله، وأصحاب العقول يكتشفون تلك الأدلة ويتوصلون إليها بعد أن وضعها الله لهم في كتابه وفي سنة رسوله، أو في آية من الآيات العامة المنثورة في الخلق.