إذا ثبت ذلك، فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف.

وهذا جائز في الدنيا والآخرة، وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك، ويسمع كلامك، فتقول له: ادع الله لي، كما كان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يسألونه ذلك في حياته.

وأما بعد موته، فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره، بل أنكر السلف الصالح على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه؟))

وأما شبهة استدلالهم بأن الاستغاثة لو كانت شركا لم يعرضها جبريل على إِبراهيم -عليه السلام- فيردها -رحمه الله- بأنها من جنس الشبهة الأولى؛ فإِن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا، فيعرض عليه أن يقرضه، أو أن يهبه شيئا يقضي به حاجته، فيأبى ذلك الرجل المحتاج أن يأخذ، ويصبر إِلى أن يأتيه الله برزق، لا منة فيه لأحد، فأين هذا من استغاثة العبادة، والشرك، لو كانوا يفقهون؟ 1.

3- ثلاثة الأصول2:

وهو مؤلف صغير الحجم، كبير القيمة، يشتمل على أصول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015