الرّوم كَمَا ذكره الفاكهي بِسَنَدِهِ عَن بعض مُلُوك الرّوم. وَمِنْهَا: أَن ماءها يعظم فِي الْمَوْسِم وَيكثر كَثْرَة خارقة لعادة الْآبَار كَمَا ذكره ابْن عَطِيَّة فِي التَّفْسِير. وَقد تقدم فِي بَاب الْفَضَائِل وَفِي الْبَاب الْعَاشِر تَمام مَا يتَعَلَّق بزمزم من فضائلها وآداب شربهَا، وَثَبت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حجَّة الْوَدَاع جَاءَ زَمْزَم فَقَالَ: " ناولوني دلواً. فناولوه فَشرب مِنْهَا ثمَّ مضمض فمج فِي الدَّلْو ثمَّ أَمر بِمَا فِي الدَّلْو فأفرغ فِي الْبِئْر ". قَالَ مسعر: مجّ فِي الدَّلْو مسكاً أَو أطيب من الْمسك.
قَالَ الْأَزْرَقِيّ: كَانَ ذرع زَمْزَم من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا سِتِّينَ ذِرَاعا، ثمَّ قل مَاؤُهَا حَتَّى كَانَت تجم، فَضرب فِيهَا تسع أَذْرع سَحا فِي الأَرْض فِي تقوير جوانبها، قَالَ: فغورها من رَأسهَا إِلَى الْجَبَل أَرْبَعُونَ ذِرَاعا ذَلِك كُله بُنيان، وَمَا بَقِي فَهُوَ جبل منقور وَهُوَ تِسْعَة وَعِشْرُونَ ذِرَاعا، قَالَ: وذرع حنك زَمْزَم فِي السَّمَاء ذراعان وشبر، وذرع تدوير فَم زَمْزَم أحد عشر ذِرَاعا، وسعة فَم زَمْزَم ثَلَاثَة أَذْرع وَثلثا ذِرَاع، وَأول من عمل الرخام على زَمْزَم وعَلى الشباك وفرش أرْضهَا بالرخام أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر فِي خِلَافَته ثمَّ عَملهَا الْمهْدي فِي خِلَافَته ثمَّ غيرت فِي خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم بِاللَّه سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَت مكشوفة قبل ذَلِك إِلَّا قبَّة صَغِيرَة على مَوضِع الْبِئْر. وَذكر الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخه صفة مَا كَانَت عَلَيْهِ زَمْزَم وحجرتها وحوضها قبل أَن تغير فِي خلَافَة المعتصم بِاللَّه مِمَّا كَانَ عمله الْمهْدي فِي خِلَافَته، ثمَّ ذكر مَا غير من عمل زَمْزَم فِي خلَافَة المعتصم بِاللَّه، وذرعها إِلَى أَن غيرت فِي خلَافَة الواثق بِاللَّه فِي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ فَمن أَرَادَ ذَلِك كُله فلينظره ثمَّة. وَمن الْحجر الْأسود إِلَى جِدَار الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا بِئْر زَمْزَم أحد وَثَلَاثُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع القماش الْمُتَقَدّم ذكره، وَأما صفة الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا بِئْر زَمْزَم فِي زَمَاننَا هَذَا فَهُوَ بَيت مربع، سقف فِي جدرانه تِسْعَة أحواض للْمَاء تملأ من بِئْر زَمْزَم يتَوَضَّأ