الْغَزْو نفض ثِيَابه من غُبَار الْغَزْو على نطع وَأمر من يجمعه، وَأَن ذَلِك الْغُبَار عجن بِمَاء زَمْزَم وَجعل لبنة لَطِيفَة وَجعلت تَحت رَأسه فِي قَبره. وَمن خَواص مَاء زَمْزَم أَنَّهَا لم تنزف من ذَلِك الْوَقْت إِلَى يَوْمنَا هَذَا وَلم يذم. وَمِنْهَا: أَنه يبرد الْحمى كَمَا روينَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَاب الْفَضَائِل وَمِنْهَا: أَنه يذهب بالصداع كَمَا ذكره الضَّحَّاك بن مُزَاحم. وَمِنْهَا: أَنه يفضل مياه الأَرْض كلهَا طِبًّا وَشرعا كَمَا ذكره بدر الدّين الصاحب الْمصْرِيّ فِي تأليفه " نقل الْكِرَام وهديه دَار السَّلَام "، وَأنْشد لنَفسِهِ أبياتاً حَسَنَة فِي مدح مَاء زَمْزَم. وَمِنْهَا: أَن الِاطِّلَاع فِيهَا يجلو الْبَصَر كَمَا ذكره الطَّحَاوِيّ. وَمِنْهَا: أَن ماءها يحلو لَيْلَة النّصْف من شعْبَان ويطيب على مَا ذكره ابْن الْحَاج الْمَالِكِي فِي منسكه. قَالَ الضَّحَّاك بن مُزَاحم: بَلغنِي أَنه سَيَأْتِي عَلَيْهَا زمَان تكون أعذب من النّيل والفرات. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ وَقد رَأينَا ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ أَنه أصَاب مَكَّة أمطار كَثِيرَة فَسَالَ واديها بأسيال عِظَام فِي سنة تسع وَسبعين، وَسنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فَكثر مَاء زَمْزَم وارتفع حَتَّى قَارب رَأسهَا، فَلم يكن بَينه وَبَين شفتها الْعليا إِلَّا سبع أَذْرع أَو نَحْوهَا، وَمَا رَأَيْتهَا قطّ كَذَلِك وَلَا سَمِعت من يذكر أَنه رَآهَا كَذَلِك، وعذبت جدا حَتَّى كَانَ مَاؤُهَا أعذب من مياه مَكَّة الَّتِي يشْربهَا أَهلهَا، وَكنت أَنا وَكثير من أهل مَكَّة نَخْتَار الشّرْب مِنْهَا لعزوبته وَإِنَّا رَأينَا أعزب من مياه الْعُيُون. وَمِنْهَا: أَنه يكثر فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فِي كل سنة بِحَيْثُ إِن الْبِئْر يغص بِالْمَاءِ على مَا قيل، لَكِن لَا يُشَاهد هَذَا إِلَّا الْأَوْلِيَاء، وَمِمَّنْ شَاهد ذَلِك الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْحسن على الْمَعْرُوف بكرباج على مَا نَقله بَعضهم عَن الشَّيْخ فَخر الدّين النوري عَنهُ. وَمِنْهَا: أَن من حثى على رَأسه ثَلَاث حثيات مِنْهَا لم تصبه ذلة أبدا على مَا وجد فِي كتاب