ملك تسع عشرة سنة. وفي السنة العاشرة لملكه اضطهد النصارى. واستشهد شمعون بن قليوفا اسقف أورشليم ويوحنا السلّيح وايغناطيوس النوراني [1] اسقف انطاكية رمي للسباع فافترسته. وفيلنيوس صاحب الشرط لما عجز من قتل النصارى لكثرتهم طالع قيصر ان اهل هذا المذهب عاملون بجميع سنن الفلاسفة غير انهم لا يكرمون الأصنام. فأمر قيصر ان لا يجدّ في اذاهم الا إذا وجد منهم من يتفوه بسب الآلهة فليدن. وفي آخر سنة من ملكه عصت اليهود الذين بجزيرة قبرس والشام والحبشة. ويهود مصر ايضا نصبوا لهم ملكا اسمه لومينوس [2] . فجيّش وتوجه الى فلسطين. فطلبته جيوش الروم وقتلته مع ربوات من اليهود في كل مكان.
وفي هذا الزمان ظهر بأنطاكية رجل اسمه سوطرنينوس [3] وكان يقول: ان سبعة من الملائكة خلقوا العالم وإياهم عنى الله بقوله هلموا نخلق إنسانا بشبهنا وصورتنا. وقال:
ان التزويج وهيئته أعضاء البضاع للرجل والنساء من فعل الشيطان ولهذا يستقبح الناس كشفها. وظهر ايضا بسيليذيس القائل بإكرام الحية وتعظيمها لأنها المشيرة على حواء بالمجامعة ولولاها لما تناسل الناس. وظهر ايضا رجل اسمه قورنثوس [4] وكان يقول: ان العالم خلق الملائكة وان المسيح ولد من المباضعة. وقيل: ان بيعة الله الى هذه الغاية التي ظهر فيها هؤلاء المخالفون كانت عذراء من مثل هذه العلوم الشيطانية وخرافات البدع.
ملك احدى وعشرين سنة. وفي أول سنة من ملكه اطلق الديون وأمر المديونين ان لا يقضوا مما عليهم شيئا البتة وأطلق للناس الاخاريج والاتاوى الديوانية ايضا. وفي السنة الرابعة بطل الملك من الرها وولي أمرها القضاة من قبل الروم.
وأمر اذريانس ببناء مدرسة بمدينة اثيناس ورتب فيها قوما من الحكماء وحمل إليهم نواميس سولون وذراقون ومن هنالك فاضت الحكيم في اثيناس.
وفي هذه السنة ظهر باورشليم رجل يقال له ابن الكوكب وأضل اليهود مدعيا انه نزل من السماء كالكواكب ليخلصهم من عبودية الروم. فتبعه خلق كثير منهم. وبلغ الخبر الى اذريانس فوجّه اليه جيوشا فقتلوه وغزوا أورشليم واهلكوا اليهود وخربوا أورشليم