مذ ذاك مملكة اللاطينيين من مملكة الاطيقيين من جهة مغاربها. وبعدت أعمالهم من اعمال رومية بمن توسط بينهما من فرق الترك المخيّمة هنالك والمخربة لكثير من عمائرها.
فلا يصل احد اليوم من القسطنطينية الى رومية الا في البحر. وكان للروم بمدينة رومية وغيرها علماء بأنواع الفلسفة الا ان لليونانيين من المزية في ذلك والفضل ما لا ينكره الروميون ولا سواهم.
ملك ستا وخمسين سنة. وباسمه سمي شهر آب اغوسطس وكان يسمى أولا سجاسطيلوس [1] . وفي أيامه جدّد هيروذيس مدينة نابلس [2] وعظم قصر اسطراطون وسمّاهما قيصرية [3] وهي [4] المعروفة بفيليبوس. وبنى ايضا مدينة جبلة.
وفي السنة الثالثة والأربعين من ملك اغوسطس قيصر وهي سنة تسع وثلاثمائة [5] من تأريخ الإسكندر ولد السيد المسيح من مريم العذراء ليلة الثلثاء في الخامس والعشرين من كانون الاول. وفي تلك السنة كان قد أرسل قيصر الملك قورينوس القاضي مع اصحاب الجزية الى أورشليم. فصعد يوسف خطيب مريم من الناصرة مدينته الى أورشليم ليثبت اسمه. وعند موافاتهم قرية بيت لحم ولدت مريم. وأتى المجوس بألطافهم من المشرق فأهدوها الى المسيح وهي ذهب ومر ولبان. وكانوا قد مروا أولا بهيروذيس وسألهم عن أمرهم. فقالوا له: ان عظيما كان لنا وهو قد أنبأنا بكتاب وضعه ذاكرا فيه: سيولد في فلسطين مولود أصله من السماء ويتعبد له اكثر العالم. وآية ظهوره انكم ترون نجما غريبا وهو يهديكم الى حيث هو. فإذا رأيتموه فاحملوا ذهبا ومرّا ولبانا وانطلقوا اليه وألطفوه بها واسجدوا له وانصرفوا لئلّا ينالكم بلاء عظيم. والآن قد ظهر لنا النجم وأتينا لنتمّ ما أمرنا به. فقال لهم هيروذيس: قد أصبتم الرأي فانطلقوا وابحثوا عن الصبي نعمّا.
فإذا وجدتموه فأعلموني لأنطلق انا ايضا فأسجد له. فمضوا ولم يعودوا اليه. فغضب غضبا