اما اليونانيون فكانوا أمّة عظيمة القدر في الأمم طائرة الذكر في الآفاق فخمة الملوك.
منهم الإسكندر بن فيليفوس المقدوني الذي اجمع ملوك الأرض طرا على الطاعة لسلطانه.
وكان من بعده من ملوك اليونانيين البطالسة دامت لهم الممالك وذلّت لهم الرقاب. ولم يزل ملكهم متصلا الى ان غلب عليهم الروم وهم الافرنج. وكانت بلاد اليونانيين في الربع الغربي الشمالي من الأرض. ويحدها من جهة الجنوب البحر الرومي ومن جهة الشمال بلاد اللان ومن جهة المغرب تخوم بلاد الامانية ومن جهة المشرق بلاد ارمينية وباب الأبواب [1] . ويتوسط بلاد اليونانيين الخليج المعترض ما بين بحر الروم وبحر نيطس الشمالي فيصير القسم الأعظم منها في حيّز المشرق والقسم الأصغر منها في حيّز المغرب.
ولغة اليونانيين تسمّى الاطيقيّة وهي أوسع اللغات واجلّها. وكانت عامة اليونانيين صابئة [2] معظمة للكواكب دائنة بعبادة الأصنام. والفلاسفة منهم من ارفع الناس طبقة واجلّ اهل العلم منزلة لما ظهر منهم من الاعتناء الصحيح بفنون الحكمة من العلوم الرياضية والمنطقية والمعارف الطبيعية والالهية والسياسات المنزلية.
(الإسكندر بن فيليفوس) :
ملك ست سنين بعد قتله داريوش. وكان قد ملك