الدولة الخامسة المنتقلة من ملوك الكلدانيين إلى ملوك الفرس

(داريوش المادي [1]

واليونانيّون يسمّونه نابونيذس. ملك سنة واحدة. وقيل تسع سنين. وبه بطلت مملكة النبط الكلدانيين منتقلة الى الفرس المجوس. وهذا الملك استولى على الملك وهو من أبناء اثنتين وستين سنة. وحسنت منزلة دانيال النبي عنده. واقام في ولايته مائة وعشرين قائدا ورأسّ عليهم ثلثة رجال أحدهم دانيال. وكان يرجع في سرائره اليه. فساد ذلك ارباب الدولة وجعلوا يطلبون عليه حجة يوقعونه بها عن مرتبته. فلم يظفروا منه بهفوة غير انه يدين بغير دين الملك. فساروا الى الملك وقالوا: ان دانيال يعبد إلها غريبا. وفي سنّتنا ان من دان في أرضنا بدين غير ديننا وتعدّى سنّة اهل ماه [2] وفارس قذف به في جبّ الأسد. فلما لم يقدر الملك على إبطال شريعة قومه تقدّم بقذف دانيّال في جب الأسد وقال له: إلهك ينجيك. وانصرف الى منزله وبات طاويا وطار عنه نومه إشفاقا على دانيال. وكان حبقوق النبي في الشام قد طبخ طبيا ومضى يطعم الحواصيد فأخذه ملاك الرب بشعر رأسه ووضعه في بابل على فم الجبّ فقال: دانيال دانيال قم خذ الطعام الذي انفذ لك ربّك. فقال دانيال: ذكرني الله ولم يهملني.

وأخذ الملاك لحبقوق ووضعه في موضعه. وجاء الملك داريوش بعد سبعة ايام ليبكي على دانيال لكثرة اهتمامه له. فلما دنا من الجبّ ناداه: يا دانيال هل قدر معبودك ان ينجيك من السباع. اجابه دانيال قائلا: ايها الملك عش خالدا ان إلهي بعث لي ملاكه وسدّ أفواه الأسد فلم تهلكني. فحسن موقع ذلك من الملك جدّا واخرج دانيال من الجب وألقى وشاته فيه مع نسائهم وبنيهم وذريتهم. فما استقرّوا في قرار الجبّ الّا ومزّقتهم الأسد ورضّت عظامهم رضا.

وفي هذا الزمان اشتهر فراخوديس [3] مصنف القصص معلم فيثاغورس.

(كورش الفارسي)

ملك احدى وثلثين سنة واستولى على ملك العراق وخراسان وارمينية والشام وفلسطين وغزا بلاد الهند وقتل ملكها. هذا كورش تزوّج اخت زوربابيل ابن شلاثيل بن يوياخين بن يوياقيم ملك يهوذا. ولما دخل بها ارتفعت عنده وقال لها: اطلبي مني ما شئت. فطلبت منه عود بني إسرائيل الى أورشليم وان يأذن لهم بعمارتها.

فجمعهم كورش الملك وخيّرهم قائلا: من اختار الصعود فليصعد ومن أباه فليقم. فكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015