وفي هذا الزمان كان فورون الفيلسوف الكلدي [1] . وكانت حكمته هي الحكمة الاولى التي لم تستقرّ. وكان صاحب فرقة وله جمع يتعلمون منه الفلسفة الطبيعية وذهب إليها فيثاغوروس وثاليس الملطيّ وعامّة الطلبة من اليونانيّين والمصريّين. وكانت هذه الفلسفة شائعة في يونان الى قبل زمان سقراطيس. ثم مال الناس عنها وقد انتصر لها أناس من المتأخرين منهم محمد بن زكريا الرازي لأنه لم يتوغل في العلم الالهي ولا فهم غرض ارسطوطاليس فيه فاضطرب رأيه وتقلّد آراء سخيفة وانتحل مذهبا خبيثا مذهب فورون وذمّ أقواما لم يفهم عنهم ولا هدي سبيلهم. وفرقة فورون يعرفون باصحاب اللذّة لأنهم كانوا يرون ان الغرض المقصود اليه في تعلم الفلسفة اللذة الحاصلة للنفس بمعرفتها وهي مع البدن لانجائها من عذاب الجهل في الآخرة كما هو رأي أرسطو لان النفس لا بقاء لها بعد البدن عندهم.

(أول مرودخ بن بختنصر)

ملك ثلث سنين. هذا اخرج يوياخين بن يوياقيم من السجن وأكرمه وآكله مؤاكلة بعد سبع وثلاثين سنة وكان فيها معتقلا. وقتل مرودخ وملك بعده اخوه بلطشاصر.

(بلطشاصر بن بختنصّر)

ملك سنتين. ثم عمل وليمة عظيمة لألف رجل من أكابر دولته وكان يشرب الخمر بازائهم. وامر وهو يشرب ان يؤتى بآنية هيكل الرب التي سباها أبوه من أورشليم وشرب فيها مع عظمائه. فظهرت قبالته كفّ يد كاتبة عقابه في ضوء المصباح على الحائط. فرابته الكتابة واحضر حكماء بابل ليترجموا الكتابة.

فعجزوا عن حلّها. فامتعض لذلك امتعاضا شديدا. فأخبرته أمّه عن دانيال النبي انه درّاك غيب وحلّال عقد. فاستدعاه وضمن له ان يلبسه الأرجوان وان يولّيه ثلث الملك ان اوّل الكتابة. فقال دانيال: لتكن مواهبك لك واجعل ذخائر بيتك لغيري. اما الكتابة فقراءتها أحصي إحصاء وزن وأعري. وتأويلها: ان الله احصى ملكك واستلبه.

ووزنك زنة فوجدك شائلا فلذا اعراك من ملكك فأنت عار عرية. وفي تلك الليلة اغتاله داريوش المادي [2] وقتله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015