لما بلغ شموايل [1] النبيّ من العمر سبعا وسبعين [2] سنة قال له بنو إسرائيل: انصب لنا ملكا منّا كسائر الأمم. فعلم الله بذلك فأوحى اليه قائلا: ان بني إسرائيل لم يعصوك أنت لكن ايّاي عصوا فأخبرهم اني ان نصبت لهم ملكا استعبدهم وجعل عليهم رؤوس ألوف ومئين ويحرثوا حرثه ويحصدوا حصاده ويعملوا أدوات قتاله ومراكبه. ويتسخر بناتهم كسّاحات وطحّانات وخبّازات ويختلس مزارعهم وكرومهم ويعطيها لعبيده ويعشّر أموالهم واغنامهم ودوابهم فيستغيثون منه اليّ فلا أجيبهم يومئذ. فأعلمهم شموايل بجميع ذلك فلم يقبلوا منه ولكن ألحوا عليه قائلين: لا بد لنا من ملك يسوسنا. فقال الله: سوف املّك عليهم ملكا.
من سبط بنيامين وتسمّيه العرب طالوت كان شابا لم يكن في بني إسرائيل أتم منه خلقة. فضلّت أتن لأبيه قيش فخرج مع غلام له طائفين عليها وانتهيا الى القرية التي فيها شموايل النبيّ. وقال الغلام لشاول [3] : ها هنا رجل عظيم نذهب اليه لعله يدلنا على الأتن [4] . وعند ما همّا بذلك خرج إليهم شموايل فقالا له: دلنا على بيت النظار.