وفي هذا التاريخ نقل الى السلطان احمد ان أخاه قونغرتاي له كلام مع ارغون ابن اباقا وانهم يريدون قتله فخاف وسارع الى قونغرتاي وقتله [1] . ولما بلغ الخبر الى ارغون بقتل عمّه حزن لذلك وصعب عليه واظهر تغيير قلبه على احمد [2] . فلما شعر احمد بتغيير قلب ارغون عليه سيّر عسكرا عظيما وكبيرهم امير من المغول اسمه اليناخ فتوجهوا اليه وهو بخراسان [3] . فلما وصل العسكر اليه انهزم ارغون من قدّامه. فأهمل اليناخ امره واشتغل بالأكل والشرب والسكر. وفي بعض الليالي هجم ارغون على عسكر اليناخ وبعض العسكر معه. ولما سمع السلطان احمد بذلك غضب وانزعج عظيما ثم سيّر الى جميع البلاد وجمع العساكر العظيمة وقصد ارغون. فلما رأى ارغون انه عاجز عن مقاومته صعد الى حصن هناك ومعه ثلاثمائة نفر من الفرسان البهادورية اتباعه وتحصّن هناك من غير ان يحبس نفسه في مكان لكنه منتقل من موضع الى موضع لأنه كان يفكر بقوله: كل محاصر مأخوذ ولم تطعه نفسه بالرجوع الى طاعة السلطان احمد.

فبينما هو في هذه الأفكار وامير واحد [4] من أمراء أبيه اباقا كان محبوبا عند والده اسمه بوغا تقدّم الى السلطان احمد قائلا له: ان اعطيتني عهدا بأن لا تؤذي ارغون ولا يدّنيه السوء فاني امضي اليه وأحضره بين يديك. فسمع كلامه واستصوب مشورته ووقع الاتفاق على هذا. وحينئذ صعد بوغا في الحال الى ارغون وخاطبه وجاء به الى احمد وفرح السلطان احمد بذلك وعمل الدعوات والأفراح ثلاثة ايام. وفي اليوم الثالث تغيّر قلب السلطان احمد على ارغون وجالت الأفكار في خاطره طالبا قتله. فدعى الأمير اليناخ وجماعة اخرى معه ووكل على ارغون وأوصاهم على الاحتياط به لئلّا يهرب وانه [5] متوجّه الى بلاد اذربيجان الى امّه قوتاي خاتون وأمرهم ان يصحبوه اليه.

ولما جاء الليل عزم على الرحيل وكشف سرّه الى بعض الأكابر حيث يقول: ان لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015