اقضى القضاة قطب الدين والاتابك شهاب الدين [1] الموثوق بنقلهما في ابداع رسائل هذه البلاغة. فقد حضرا وأعادا كل قول حسن من حوال أحواله وخطرات خاطره ومناظرات منظره. ومن كل ما يشكر ويحمد. ويفيض حديثهما فيه عن مسند احمد.

واما الاشارة الى ان النفوس كانت تتطلع الى اقامة دليل تستحكم بسببه دواعي الأمر ومصادره من العدل والإحسان. بالقلب واللسان. والتقدّم بإصلاح الأوقاف فهذه صفات من يريد لملكه دواما. فلما ملك عدل. ولم يلتفت الى لوم من عذل [2] .

على انها لو كانت من الأفعال الحسنة. والمثوبات التي تستنطق بالدعاء الالسنة.

فهي واجبات كليّة تؤدّى وهي اكبر من انه يأجر اجر [3] غيره يفتخر او عليه يقتصر او له يدّخر. وانما يفتخر الملك العظيم بان يعطي ممالك وأقاليم وحصونا [4] .

وان يبذل في تشييد ملكه عن مصون. واما تحريمه على العساكر والقراغولات والشحاني بالاطراف التعرّض الى احد بالاذى. واصفاء موارد الواردين والصادرين من شوائب القذى. فمن حين بلغنا تقدّمه بذلك تقدّمنا [5] مثله ايضا الى سائر النوّاب بالرحبة والبيرة وحلب وعين تاب وتقدّمنا الى مقدّمي العساكر بأطراف تلك الممالك بمثل ذلك.

وإذا اتخذ الامان وانعقد الايمان بختم هذه الأحكام ترتّبت عليه جميع الحكّام [6] .

واما الجاسوس الفقير الذي أمسك ثم أطلق وان بسبب من يتزيّا من الجواسيس بزي الفقراء قتلت جماعة من الفقراء الصلحاء رجما بالظن فهذا باب من تلك الأبواب [7] كان فتحه. وزند منه كان قدحه. وكم متزيّ بالفقر من ذلك الجانب سيّروه. والى الاطّلاع على الأمور سوّروه. وظفر النوّاب منهم بجماعة فرفع عنهم السيف. ولم يكشف ما غطّته خرقة الفقر [8] بلم ولا كيف. واما الاشارة الى ان في اتفاق [9]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015