يهدموا بيوت الأوثان وان لا يتزوجوا بنساء الأمم الغريبة ولا يأكلوا من ذبائحهم وان يجتمعوا كل عام الى البيت المقدس ليقرأ عليهم فينحاس [1] بن اليعازر الكاهن كتاب الله.
فخالفوا جميع ذلك وعصوا الله. فجمعهم أيشوع بن نون في بعض البقاع وظهر لهم ملاك الله في صورة انسان قائلا بصوت عال: اسمعوا يا بني إسرائيل قول الله فانه يقول: انا ربكم خلصتكم من عبودية المصريين وفلقت لكم البحر ودبّرتكم في البر أربعين سنة واطعمتكم المن والسلوى واحييتكم عيشا طيبا. لم يبل لكم لباس ولم يشعث لكم رأس ولم يتسخ لكم ثوب. ثم اني كلمتكم من النار وأنزلت لكم كتابا وأورثتكم أرضا تدرّ اللبن والعسل درورا. فعصيتموني ونقضتم عهدي ونسيتم آياتي. فباسمي اقسم ان لا أبيد هذه الأمم من بين أيديكم لكن اقرّهم بين ظهرانيكم فيكون ذلك سبب بواركم. ولما سمعوا ذلك جلسوا يبكون ولذلك سميت تلك البقعة بقعة البكاء. ثم صرفهم أيشوع الى منازلهم وتوفي ابن مائة وعشر سنين.
دبّر الأمة أربعا وعشرين سنة على رأي انيانوس. وقال افريقيانوس: والمشايخ ساسوا ثلثين سنة. والكتاب الالهي لم يعيّن هذه السنين. وفي هذا الزمان زاد بنو إسرائيل في طغيانهم. فقال ملاك الرب لفينحاس:
ان هذه الأمة ليست بأهل ان تسمع كلام الله. فاصنع حبّا من نحاس واجعل فيه خمسة اسفار التوراة واللوحين وعصا موسى وقضيب هرون الذي أورق وهو يابس وما استبقي من المن تذكارا وسدّه برصاص. وعمل فينحاس كما أمر وحمل الحب وسار الملاك بين يديه حتى أنزله مغارة في بيت الله الذي بناه سليمان بن داود فانفجرت له صخرة ووضع الحبّ فيها وأخفى مكانه [2] .
بعد ان طغى بنو إسرائيل وجاوزوا الحد في العصيان أسلمهم الله في يدي كوشن المارد من الأمم الغريبة فعذبهم وجار عليهم ثمان سنين.
لما اجهد كوشن بني إسرائيل استغاثوا الى الله. فأنشأ لهم رجلا من سبط