الشيخ عدي فرحل من خرتبرت ليتصل بالسلطان عزّ الدين فأدركه انكورك نوين وقتله ومن معه. ثم ولّى السلطان عزّ الدين ملطية رجلا بطلا شجاعا يقال له عليّ بهادر فقبله اهل ملطية خوفا من صرامته. وهذا عليّ حارب الاعجزية [1] وهم قوم مفسدون من التركمان كانوا يغيرون على البلاد ويقتلون أهلها ويسبون الذراري فأسر مقدمهم المسمى جوتي بك وسجنه بقلعة المنشار وهزم جيوشهم. فأمن الناس شرّهم وانفتحت السبل وامتار الناس الطعام وفرج الله عنهم غمهم قليلا. وبينما هم فرحون بذلك إذ وافاهم بايجو نوين في عساكره وصاروا يقاتلون متسلمي القلاع ليسلموها الى ركن الدين. ونزلوا على مدينة ابلستين وقتلوا من أهلها نحو ستة آلاف رجل وأسروا النساء والبنين والبنات.

وجاءوا الى ملطية فهرب عليّ بهادر الى كاختة. وخرج اهل ملطية الى خدمة بايجو نوين بأنواع بالترغو [2] والتحف. وكان ذلك في منتصف أيلول سنة ألف وخمسمائة وثماني وستين للإسكندر. فحلّفهم لركن الدين ورحل عنهم بعد ان أخذ أموالا وولّى ركن الدين على ملطية مملوكا له اسمه فخر الدين أياز [3] . ولما خرج بايجو من حدود الروم طالبا للعراق عاد عليّ بهادر الى ملطية فأغلق أهلها الأبواب ولم يمكنوه من الدخول خوفا من بايجو. فحصرها أياما واشتد الغلاء بها وبلغ المكوك من الملح الى أربعين [4] درهما والحنطة المكوك بسبعين درهما. فضجر الناس وضاقت بهم الحيلة ففتح العامة الحاكة وغيرهم بابا من أبواب المدينة في بعض الليالي فدخلها عليّ بهادر وأصحابه التركمانيون عنوة واصعد الى المنابر [5] جماعة ينادون ويقولون: ان الأمير قد امّن الرعية النصارى منهم والمسلمين فليخرج كل واحد الى عمله ودكانه وليشتغل ببيعه وشرائه فإنما كلامه مع الحكام. فلما أصبحوا قبض على فخر الدين أياز مملوك السلطان ركن الدين وسجنه واركب شهاب الدين العارض على بهيم حقير وطوّفه بملطية ثم قتله وشدّ احد طرفي رسن في رقبة المعين الايكد بشاسي [6] والطرف الآخر في رقبة كلب ومشّاه بالأسواق ثم ضرب عنقه. وعاقب المستوفي الروميّ القسيس قالويان وولده كيريوري [7] وأخويه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015