فرعون امونفاثيس [1] خانق مولودي العبرانيين فوجدته ابنة فرعون هذا واتخذته ولدا وسلمته الى يانيس ويمبريس الحكيمين فعلماه الحكمة وقصة تعلّمه منهما غير مذكورة في التوراة وقد ذكرها الرسول بولس نقلا عن ارسطامونيس [2] .
بعد ما أتت عليه أربعون سنة من عمره وهو في بيت فرعون رأى شخصا مصريا يفتري على شخص اسرائيلي فالتفت الى جوانبه فلم ير أحدا فضربه وقتله. وبعد ايام رأى اسرائيليين يتخاصمان فأخذ ينكر عليهما. فقال له أحدهما: من جعلك علينا واليا قد جئت تقتلنا كما قتلت بالأمس المصري. ففزع موسى لئلا يظهر ذلك لفرعون فهرب الى ارض العرب وتزوج صافورا الزنجية ابنة يثرون بن رعوئيل المدينيّ ابن دادان بن يقش [3] بن ابرهيم من قنطورا زوجته التركية. وولدت صافورا الزنجية لموسى ابنين أحدهما جرشون اي الغريب والآخر ايليعازر اي الله اعانني. ولما بلغ موسى ثمانين سنة وكان يرعى غنم يثرون حميه، تراءى له ملاك الرب في جبل حوريب وهو طور سينا بلهيب النار في العوسج والعوسج لا يحترق فدعاه الله من العوسج قائلا:
يا موسى يا موسى. فقال: ها انا. فقال له: حلّ نعليك من قدميك لان المكان الذي أنت قائم عليه مقدس. ثم قال له الرب: قد سمعت استغاثة شعبي من المصريين ونزلت لخلاصهم على يدك. فقال موسى: من انا حتى امضي الى فرعون رسولا. فقال له الله:
انا أكون معك. قال موسى: فان قالوا لي ما اسم ربك ماذا أقول لهم. قال: قل اهيا اشر اهيا اي الازلي الذي لا يزال. فقال موسى: ان لساني الثغ ثقيل النطق كيف يقبل مني فرعون. قال الله له: اني قد جعلتك إلها لفرعون وهرون أخاك نبيا بين يديك يقول لفرعون ما تقص عليه فيرسل ابني بكري إسرائيل وانا أقسّي قلب فرعون فلا يطيعكما فأظهر آياتي بأرض مصر. فلما مضيا موسى وهرون الى فرعون بالرسالة قال لهما:
اصنعا لي آية. فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ 26: 45 تنيّن. فدعى فرعون السحرة ففعلوا كذلك فابتلعت عصا موسى عصيّهم. ومع هذا أبى فرعون ان يرسلهم. فصنع الرب بمصر من الآيات ما قد شرح في التورية من تغيّر الماء دما واظهار الجراد والضفدع والظلام والحشرات والنار وغير ذلك. وفي الليلة التي قتل الله فيها جميع أبكار المصريين من بكر