قابوس بن وشمكير [1] وكان سبب قتله انه كان مع كثرة فضائله ومناقبه عظيم السياسة شديد الأخذ قليل العفو يقتل على الذنب اليسير. فضجر أصحابه منه ومضوا اليه الى الدار التي هو فيها وقد دخل الى الطهارة متخففا فأخذوا ما عليه من كسوة وكان الزمان شتاء وكان يستغيث: اعطوني ولو جلّ فرس. فلم يفعلوا فمات من شدّة البرد. وولي بلاده ابنه منوجهر ولقب فلك [2] المعالي. وكان قابوس عزيز [3] الأدب وافر العلم له رسائل وشعر حسن [4] وكان عالما بالنجوم وغيرها من العلوم. وفيها توفّي بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه وهو الملك حينئذ بالعراق [5] وولي الملك بعده ابنه سلطان الدولة ابو شجاع. وفي سنة سبع واربعمائة قتل [6] خوارزمشاه ابو العبّاس مأمون بن مأمون وملك يمين الدولة خوارزم. وفي سنة ثماني واربعمائة خرج الترك من الصين في عدد كثير يزيدون على ثلاثمائة ألف خركاه وملكوا بعض البلاد وغنموا وسبوا وبقي بينهم وبين بلاساغون [7] ثمانية ايام. ولما سمعوا بجمع عساكر طغان خان عادوا الى بلادهم.

فسار خلفهم نحو ثلثة أشهر حتى أدركهم وهم آمنون لبعد المسافة فكبسهم وقتل منهم زيادة على مائتي ألف رجل وغنم من الدوابّ واواني الذهب والفضة ومعمول الصين ما لا عهد لأحد بمثله. وفي سنة احدى عشرة واربعمائة عظم امر ابي عليّ مشرّف الدولة ابن بهاء الدولة ثم ملك العراق وأزال عنه أخاه سلطان الدولة. وفيها فقد الحاكم بن العزيز ابن المعزّ العلويّ صاحب مصر بها ولم يعرف له خبر. وقيل انه خرج يطوف ليلته على رسمه وعادته وأصبح عند قبر الفقاعيّ وتوجه الى شرقيّ حلوان ومعه ركابيّان فأعادهما فعادا وذكرا انهما خلّفاه عند العين وبقي الناس على رسومهم يخرجون كل يوم يلتمسون رجوعه. فلما أبطأ خرج جماعة من خواصّه فبلغوا حلوان [8] ودخلوا في الجبل فبصروا بالحمار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015