الطاهر سبعة ازواج ذكورا وإناثا. ومن النجس زوجا ومن الطعام ما يقوته ومن معه قوتا ماسكا للرمق. وقيل ان تابوت أبينا آدم ايضا كان معهم في الفلك. ثم هطلت السماء انهطالا وتواترت الأمطار واستنهرت المياه أربعين يوما أولها السابع والعشرون من شهر أيار وتغشمرت السيول العمران وغشي الماء كل شيء وركب الجبال الشامخة وعلا عليها خمس عشرة ذراعا [1] . ودام ذلك سنة كاملة. ثم ذكر الله نوحا ومن معه في الفلك فأمسك نزول الماء وعصفت الرياح فجففت الأرض واجتنح الفلك الى جبل قرد [2] ويعرف بالجوديّ وفي اثناء ذلك بعث نوح الغراب مستكشفا عن حال الأرض. فلم يعد لاشتغاله بأكل الجيف. واتبعه بحمامة فلم تجد موضعا للوقوف فعادت الى نوح. ثم صبر بعد ذلك سبعة ايام وسرح حماما آخر فرجع اليه مساء وفي منقاره ورقة من شجرة الزيتون. فعلم ان الماء قد غاض. وبعد ايام أرسل طائرا آخر فلم يعد. فأقام تتمة سنة وخرج هو وآله من الفلك في السابع والعشرين من السنة الثانية وبنى مذبحا وقرّب قربانا قبله الله وعهد اليه ان لا يورد على خلقه طوفانا ولا يبيد فيما بعد حيوانا وجعل آية رضوانه قوس قزح المرئية في السحاب. واطلق الله لنوح أكل لحوم الغنم والمواشي وشرب الخمر ومما كان قد حرّم قبل الطوفان. وابتدأ نوح بعمارة الأرض وغرس كرما وشرب من عصيره وثمل يوما في خيمته فانكشف. فشهده ابنه حام وهزئ منه. وعرف أخواه شام ويافث ذلك وأخذ إزارا فغطيا أباهما ووليا يمشيان القهقرى حتى لا ينتبه. ولما استيقظ نوح علم ما صنع به فلعن كنعان بن حام قائلا: انّ زرعه من بعده يكون لعبودية الأمم. وانما لعنه نوح والذنب لأبيه لا له لأنه عرف بالوحي ما سيبدو منه من اتخاذ الملاهي وإنشاء الزمر وافشاء الزنا وباقي الفواحش التي ارتكبها بنو قايين. وبعد الطوفان قسم نوح المسكونة بين بنيه عرضا من الجنوب الى الشمال فأعطى بلاد السودان حاما وبلاد السمر شاما وبلاد الشقر ليافث. ثم مات وله تسعمائة وخمسون سنة. فمن خلق العالم الى ورود الطوفان على الرأي السبعيني الفان ومائتان واثنتان وأربعون سنة وعلى رأي اليهود ألف وستمائة وست وخمسون سنة وعلى رأي السمرة ألف وثلاثمائة وسبع سنين. وهذا الى غاية الفساد لاقتضائه ادراك نوح آدم في قيد الحياة بمائتين وثلث وعشرين سنة ولم يأت به خبر عن الله ولا عن أنبيائه. وقال انيانوس الراهب الاسكندري ان مدة ما بين ابتداء خلق آدم وبين ليلة