حرمون متآيسين من العود الى الفردوس ورغبوا في النساء فلم يزوجهم ذوو قرابتهم مستخفين لهم. فاختطبهم قوم قايين باذلين لهم بناتهم فنكحوهنّ فولدن جبابرة مبرزين في الحروب والغارات. وقيل ان بنات قايين اخترعن آلات الملاهي زامرات بها ولذلك تسمي السريانية اللحن قينة بالكسر وتسمي العرب الأمة المغنية قينة بالفتح.

(حنوخ [1] بن يرد)

ولد له متوشلح [2] وعمره على الرأي السبعيني مائة وخمس وستون سنة وعلى رأي اليهود خمس وستون سنة. هذا حنوخ تمسك بوصايا الله الطاهرة وعمل بها وتتبع الخير وصرف عن الشر مواظبا على العبادة ثلاثمائة سنة فنقله الله الى حيث شاء حيا وقيل الى الفردوس.

والأقدمون من اليونانيين يزعمون ان حنوخ هو هرمس ويلقب طريسميجيسطيس اي ثلاثي التعليم لأنه كان يصف الباري تعالى بثلاث صفات ذاتية هي الوجود والحكمة والحياة. والعرب تسميه إدريس. وقيل ان الهرامسة ثلثة: الاول هرمس الساكن بصعيد مصر الأعلى وهو أول من تكلم في الجواهر العلوية وانذر بالطوفان وخاف ذهاب العلوم ودرس الصنائع فبنى الاهرام [3] وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها طبقات العلوم حرصا منه على تخليدها لمن بعده. والثاني هرمس البابلي سكن كلواذا مدينة الكلدانيين وكان بعد الطوفان وهو أول من بنى مدينة بابل بعد نمرود بن كوش. والثالث هرمس المصري وهو الذي يسمى طريسميجيسطيس اي المثلث بالحكمة لأنه جاء ثالث الهرامسة الحكماء ونقلت من صفحه نبذ وهي من مقالاته الى تلميذه طاطي على سبيل سؤال وجواب بينهما وهي على غير نظام وولاء لان الأصل كان باليا [4] مفرقا والنسخة موجودة عندنا بالسريانية. وقيل ان هرمس الاول بنى مائة وثمانين مدينة صغراها الرها وسن للناس عبادة الله والصوم والصلاة والزكاة والتعييد لحلول السيّارة ببيوتها واشرافها [5] وكذلك كلما استهل الهلال وحلت الشمس برجا من الاثني عشر. وان يقرّبوا قرابين من كل فاكهة باكورتها ومن الطيب والذبائح والخمور أنفسها. وحرّم السكر والمآكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015