أموالهم [1] . وفي سنة تسعين ومائة ظهر رافع بن الليث بما وراء النهر مخالفا للرشيد بسمرقند. وفي سنة اثنتين وتسعين ومائة سار الرشيد من الرقة الى بغداد يريد خراسان لحرب رافع. ولما صار ببعض الطريق ابتدأت به العلة. ولما بلغ جرجان في صفر اشتد مرضه. وكان معه ابنه المأمون. فسيره الى مرو ومعه جماعة من القواد. وسار الرشيد الى طوس. واشتد به المرض حتى ضعف عن الحركة. ووصل اليه هناك بشير بن الليث أخو رافع أسيرا فقال له الرشيد: والله لو لم يبق من اجلي الا ان أحرك شفتي بكلمة لقلت: اقتلوه. ثم دعا بقصّاب فأمر به ففصل أعضاءه. فلما فرغ منه أغمي عليه ثم مات ودفن بطوس سنة ثلث وتسعين ومائة. وكانت خلافته ثلثا وعشرين سنة. وكان عمره سبعا وأربعين سنة. وكان جميلا وسيما ابيض جعدا قد وخطبه الشيب. وكان بعهده ثلثة الأمين وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور ثم المأمون وأمّه ام ولد اسمها مراجل ثم المؤتمن وأمه ام ولد. قيل: وكان الرشيد يصلي كل يوم مائة ركعة الى ان فارق الدنيا الّا من مرض. وكان يتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم بعد زكاته.

قيل ان الرشيد في بدء خلافته سنة احدى وسبعين ومائة مرض من صداع لحقه.

فقال ليحيي بن خالد بن برمك: هؤلاء الأطباء ليسوا يفهمون شيئا وينبغي ان تطلب لي طبيبا ماهرا. فقال له عن بختيشوع بن جيورجيس [2] . فأرسل البريد في طلبه الى جنديسابور [3] . ولما كان بعد ايام ورد ودخل على الرشيد. فأكرمه وخلع عليه خلعة سنية ووهب له مالا وافرا وجعله رئيس الأطباء. ولما كان في سنة خمس وسبعين ومائة مرض جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك. فتقدم الرشيد الى بختيشوع ان يخدمه.

ولما أفاق جعفر من مرضه قال لبختيشوع: أريد ان تختار لي طبيبا ماهرا أكرمه واحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015