ابن حذافة فقتله وهو يظنه عمرا. وأخذ دادويه فقتل. واما البرك فانه مضى الى الشام ودخل المسجد وضرب معاوية فقطع منه عرقا فانقطع منه النسل. فأخذ البرك فقطعت يداه ورجلاه وخلّي عنه. فقدم البصرة ونكح امرأة فولدت له. فقال له زياد: يولد لك ولا يولد لمعاوية. فضرب عنقه. واما ابن ملجم فانه أتى الى الكوفة وسمّ سيفه وشحذه وجاء فبات بالمسجد. فدخل عليّ المسجد ونبّه النيام فركل ابن ملجم برجله وهو ملتفّ بعباءة وفتح ركعتي الفجر. فأتاه ابن ملجم. فضربه على ضلعه ولم تبلغ الضربة مبلغ القتل ولكن عمل فيه السمّ. فثار الناس اليه وقبضوا عليه. فقال عليّ: لا تقتلوه فان عشت رأيت فيه رأيي وان متّ فشأنكم به. فعاش ثلثة ايام ثم مات يوم الجمعة لسبع عشرة من رمضان [1] . فقتل ابن ملجم.
ثم بويع الحسن بن عليّ بالكوفة. وبويع معاوية بالشام في مسجد إيليا. فسار الحسن عن الكوفة الى لقاء معاوية. وكان قد نزل مسكن من ارض الكوفة. ووصل الحسن الى المدائن وجعل قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا. وقدّم معاوية على مقدّمته بشر بن ارطاة. فكانت بينه وبين قيس مناوشة.
ثم تحاجزوا ينتظرون الحسن. (قالوا) فنظر الحسن الى ما يسفك من الدماء وينتهك من المحارم فقال: لا حاجة لي في هذا الأمر وقد رأيت ان أسلّمه الى معاوية فيكون في عنقه.
تباعته وأوزاره. فقال له الحسين: أنشدك الله ان تكون أول من عاب أباه ورغب عن رأيه. فقال الحسن: لا بدّ من ذلك. وبعث الى معاوية يذكر تسليمه الأمر اليه.
فكتب اليه معاويه: اما بعد فأنت أولى مني بهذا الأمر لقرابتك وكذا وكذا. ولو علمت انك اضبط له وأحوط على حريم هذه الأمّة وأكيد للعدو لبايعتك. فاسأل ما شئت.
فكتب الحسن أموالا وضياعا وأمانا لشيعة عليّ وأشهد على ذلك شهودا من الصحابة.
وكتب في تسليم الأمر كتابا. فالتقى معاوية مع الحسن على منزل من الكوفة ودخلا الكوفة معا. ثم قال: يا أبا محمد جدت بشيء لا تجود بمثله نفوس الرجال فقم وأعلم الناس بذلك. فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان الله عزّ وجلّ هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا. وان معاوية نازعني حقا لي دونه فرأيت ان امنع الناس الحرب وأسلّمه اليه. وان لهذا الأمر مدة. والدنيا دول. فلما قالها قال له معاوية:
اجلس. وحقدها عليه. ثم قام خطيبا فقال: اني كنت شرطت شروطا أردت بها نظام