حَضَرْموت. كان يسكن برقة هو وأخوه يزيد بن عبد الله، فرأى في النوم كأنه يقال له: إخْتَر بين الإيمان واليَقين؟ فقال: اليَقين. فكان أزهد الناس؛ وكان يتصَدّق بعطائه كله حتى لا يَبْقى معه منه شيء، ولا عليه ثَوْبٌ ولا إزارٌ. فوفد إلى الأنْدَلُس بفَتْح إلى سُلَيمان بن عبد الملِك ومعه محمد بن حَبيب المُعافريّ، فَسَألَهُما سليمان حَوائجهما، فسأله المعافريّ حوائج فَقُضِيت. وقال النعمان: حاجتي أن تَرُدّني إلى ثغر لي ولا تسألني عن شيء فأذن له فرجع واستشهد في أقصى ثغور الأنْدَلُس.
وأخبرنا خلَف بن القاسِم، قال: نَا أبو عُمَر يوسف بن يَعْقُوب بن حفص النّسّابة، قال: نَا عبد الملِك بن يَحْيَى بن عبد الله بن بكر، قالَ: حَدّثني أبي، قال: حدثني غُرَابِي بن مُعاوِية، قال: نَا عبد الله بن هُبَيْرة، أن النّعمان بن عبد الله الحضرمي خرج إلى الأنْدَلُس غازياً فخرجت مشيعاً له فلما هممنا بالانصراف قال يا با هبيرة: أدْع لنَا رَحِمك الله في مغيبتنا بخَيْر، فإنّه بلغني أنه ليس من دعوة أقمن أن تُجاب من دعوة غائب لِغائب.
1501 - نُعيم بن محمد بن نُعَيم بن محمد حافظاً للمسائل، عاقداً للوثائق. وكان: صاحِباً لأبي صالح أيّوب بن سُليمان، وكان يكاتبه من أسْتِجة. وقال لي سَهْل بن إبراهِيم: كان نُعَيم بن محمد فَقيهاً، حافِظاً للمسائل.
1502 - نِعْم الخَلَف بن أبي الخصيب: من أهْلِ تُطِيلة يتولى بني أمية، يُكنّى: أبا القاسِم.
كان: زاهِداً عابِداً، وكان مُحارِباً كثير الغزو والرّباط. قُتِل شَهيداً في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين.