وكانَ: مَوْثُوقاً به، مأمُوناً عَلَى ما تَوَلاَّه. وقدْ تفقه عليْهِ ونُوظِر عنْدَه. وحَدَّث بيسير. سَمِعت منهُ وأَجَاز لي روَايتهُ. وكانَ: كَرِيمَ الأَخْلاَق، أَدِيب اللقاء، كثير المزاح مسارعاً إلى الإصْلاح بْينَ الناس. تُوفِّيَ (رحمه الله) : عَشِيَّة يوم الاثْنَين للِيْلَتين بَقِيتا من جُمادى الآخِرة سنة ثَلاث وتِسْعِين وثلاثِ مائةٍ، ودُفِن يوْم الثَّلاثَّاء لصَلاَة العَصْر بمَقْبَرة الرَّبض. وصلّى عَليْه القَاضِي أَحْمَد بن عَبْد الله، سَمِعتُه يَقُول قَبْل مَوْتِه بشَهْرين: قَدْ دَخْلتُ في الثّمانين. وبَلَغني أنَّ مَوْلدهُ سَنَة أَرْبَع عشْرَة.
1084 - قَرّعَوْس بن العَبَّاس بن قّرَعَوْس بن عُبَيد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد ابن يُوسُف الثّقَفيّ: من أَهْل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبا الفَضْل، ويُقَال: يُكَنَّى: أبا مُحمَّد. رَحَل فسَمِع: من مالك بن أنس، وسُفْيَان بن سَعِيد الثورِيّ، وابن جُرَيْج، وعبْد العَزيز بن أبي حَازم، والّيث بن سعدٍ وغيرهم.
وكان: لرَجُلاً مُتَدِيناً، فاضِلاً ورِعاً. وكان: عِلْمه المسائِل عَلَى مَذْهَب مالَكٍ وأَصْحابه، ولا عِلْم لَهُ بالحَديثِ.
أََخْبَرنا أحمد بن عبد الله، قالَ: نا قَاسم بن أصْبَغ، قالَ: نا وضَّاح؛ قال: نا عُثْمان بن أيُّوب، عن قَرَعَوْس بن العبَّاس أَنه سأَل مَالِكاً - وذلِك: أنَّ والدَ