آغا محرم ومحمد أفندى سليم وإبراهيم كتخدا الرزاز وخلافهم مبالغ مختلفة المقادير وعملوا على الاقباط ألف كيس وحلف الباشا أنها لا تنقص عن ذلك وفردوا عن البنادر مثل دمياط ورشيد وفوة ودمنوهر والمنصورة وخلافها مبالغ أكياس ما بين ثمانين كيسا ومائة كيس وخمسين كيسا وغير ذلك لنفقة العسكر وأحضر الباشا الروزنامجي واتهمه في التقصير.

وفي يوم الإثنين أرسل الباشا الوالي والمحتسب إلى بيت الست نفيسة زوجة مراد بك وطلبها فركبت معهما وصحبتهما امرأتان فطلعا بهن إلى القلعة وكذلك ارسلوا بالتفتيش على باقي نساء الأمراء فاختفى غالبهن وقبضوا على بعضهن وذلك كله بعد عصر ذلك اليوم فلما حصلت الست نفيسة بين يديه قام إليها واجلها ثم أمرها بالجلوس وقال لها على طريق اللوم يصح أن جاريتك منور تتكلم مع مصادق آغا وتقول له: يسعى في أمر المماليك العصاة وتلتزم له بالمكسور من جامكية العسكر فأجابته أن ثبت أن جاريتي قالت: ذلك فأنا المأخوذة به دونها فأخرج من جيبه ورقة وقال لها: وهذه واشار إلى الورقة فقالت وما هذه الورقة ارنيها فاني أعرف أن اقرأ لانظر ما هي فأدخلها ثانيا في جيبه ثم قالت له: أنا بطول ما عشت بمصر وقدرى معلوم عند الأكابر وخلافهم والسلطان ورجال الدولة وحريمهم يعرفوني أكثر من معرفتي بك ولقد مرت بنا دولة الفرنسيس الذين هم اعداء الدين فما رأيت منهم إلا التكريم وكذلك سيدى محمد باشا كان يعرفني ويعرف قدرى ولم نر منه إلا المعروف وأما أنت فلم يوافق فعلك فعل أهل دولتك ولا غيرهم فقال: ونحن أيضا لا نفعل غير المناسب فقالت له وأى مناسبة في أخذك لي من بيتي بالوالي مثل أرباب الجرائم فقال أنا ارسلته لكونه أكبر اتباعي فإرساله من باب التعظيم ثم اعتذر إليها وأمرها بالتوجه إلى بيت الشيخ السحيمي بالقلعة واجلسوها عنده بجماعة من العسكر وأصبح الخبر شائعا بذلك فتكدرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015