ومنهم روفينوس بترانيوس، وشمعون مؤلف رسائل الشهداء الحميريين فى نجران، وبروكوييوس صاحب كتاب تاريخ الحروب وصديق القائد البيزنطي بليزاريوس .. وغيرهم.
ولا تقتصر أهمية ما كتبه هؤلاء الكلاسيكيون على ما تضمنه من معلومان، وإنما يفيد كثيرا أيضا فى عقد التواريخ المقارنة بين العهود التى تحدثوا عنها ويمكن تحديدها، وبين أحداث شبه الجزيرة التى عجزت نصوصها عن تحديد زمنها بدقة.
سادسًا: آيات القرآن الكريم التى وصفت بعض أحوال الشعوب العربية القديمة، ونبهت إلى العبرة من مسالك أهلها مع الرسل والأنبياء، وبينت أنه كان فيهم مؤمنون وكفرة، وعلماء وجهلة، ولبعضهم ممالك ومنشآت .. لا سيما فيما يختص بإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ومكة والبيت الحرام، وأقوام: شعيب وهود وصالح وغيرهم في مدين وعاد وإرم وثمود وأصحاب الرس وسبأ والأخدود .. إلخ.
ويقترن ببعض ما جاء به القرآن الكريم ما ورد من أحاديث نبوية تعرضت أحيانا بالتعديل أو النقد أو التجريح أو الإجازة لبعض أوضاع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى عهد الجاهلية القريبة من بداية العصور الإسلامية.
سابعًا: مؤلفات المؤرخين المسلمين التى جمعوا بعض أخبارها من القصص العربية والأشعار الجاهلية وسلاسل الأنساب المروية، وجمعوا بعضا آخر من أخبارها من الإسرائيليات والقصص السريانية بل والفارسية، فضلا على مشاهداتهم الشخصية لما بقي من آثار المدن والمعابد والمقابر القديمة حتى العهود التى عاشوا فيها.
ومن هؤلاء المؤرخين:
عبيد بين شرية الجرهمي اليمني في القرن الهجري الأول، ونسب إليه كتاب الملوك وأخبار الماضين.
وهب بن منبه، ت 110هـ ونسب إليه كتاب الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم، وكتاب المبتدأ.
هشام بن محمد بن سائب الكلبي ت 204هـ، ومن مؤلفاته الكثيرة جمهرة النسب أو الجمهرة فى الأنساب، وكتاب الأصنام. ونسب إليه كتاب الحيرة، وكتاب الحيرة وتسمية البيع والديارات ونسب العباديين