تحدثت عن نحو ست ملكات عربيات شماليات ظهرن خلال القرن الثامن والقرن السابع ق. م.
وإذا كانت المصادر المصرية القديمة المعاصرة للمصادر العراقية لم تسجل تسمية العرب صراحة إلا فى قرون متأخرة فى الزمن نسبيا، إلا أنها ذكرت قبل ذلك بقرون طويلة أسماء بعض المناطق الإقليمية على طرق التجارة في شمال شبه الجزيرة، كما أشارت إلى استخدام منتجات الجنوب العربي فى مصر بوفرة منذ الألف الثاني ق. م. على أقل تقدير، ودلت بذلك على قدم اتصالاتها بأهله اتصالا مباشرا أحيانا وعن طريق وسطاء التجارة أحيانا أخرى.
رابعًا: مصادر التوراة: وهذه بما تضمنته من أسفار وقصص ليست كلها منزلة من السماء وليست كلها من رسالات الأنبياء. وإذا كان بعضها له قداسته، فإن بعضها الآخر تضمن أخبارا أضافها الأحبار والرواة. وصورت هذه المصادر فى عبارات مقتضبة من سفر التكوين وسفر حزقيال وسفر المزامير وسفر عاموس وسفر دانيال، ومن التلمود، علاقات العبرانيين ببعض قبائل ودويلات عبر شبه الجزيرة، ومعلوماتهم عنهم وعن مناطقهم تصويرا بعضه مقبول وأغلبه مفتعل. وحاولت أن ترتب أنساب القبائل التى عرفها العبرانيون ترتيبا قليله مقبول وكثيره مفتعل أيضا. ولهذا تؤخذ معلوماتها بحذر شديد.
خامسًا: كتابات الرحالة والمؤرخين الإغريق والرومان الذين زاروا أطراف وسواحل شبه الجزيرة العربية أوجمعوا الأخبار عنها ممن زاروها من قبلهم، ثم سجلوا أسماء دولها ومدنها وموانيها وقبائلها، وأهم مصادر الثروة فيها، وطرق التجارة منها وإليها، وضمنوها فى مؤلفاتهم ابتداء من القرن الخامس ق. م. على وجه التقريب. ومن هذه الكتابات ما هو واقعى صحيح مفيد، ومنها ما يسوده الوهم والخيال وتحريف الأسماء نظرا لقصر زياراتهم لها ولاختلاف لغاتهم عن اللغة العربية وشقيقاتها الساميات.
ومن أهم هؤلاء الرحالة والمؤرخين هيرودوت في أواسط القرن الخامس ق. م. وثيوفراتيس في أواخر القرن الرابع ق. م. وإراتوسثنيس في أواسط القرن الثالث ق. م. وجوبا في أواخر القرن الثاني ق. م. وديودور الصقلي في أواسط القرن الأول ق. م. واسترابون في أواخر القرن الأول ق. م. وبليني في أوائل القرن الأول الميلادي، وبطلميوس في أواسط القرن الثاني الميلادي، ومؤلف الطواف حول البحر الإرتيري بين القرنين الأول والثالث للميلاد، ويوسيبيوس في أوائل القرن الرابع الميلادي. ثم مجموعة من المؤرخين والرحالة المسيحيين والبيزنطيين الذين اتصلوا بالحبشة وإمارتي الحيرة وغسان،