وقال «1» : أين إخواني؟ أين أصحابي؟ ذهب المعلّمون، وبقي المتعلّمون، ذهب المطعمون وبقي المستطعمون.

وقال «2» : الزهد أن يكون حالك في المصيبة، وحالك إذا لم تصب بها «3» سواء، وأن يكون مادحك وذامّك في الخلق «4» سواء.

وقال «5» : إذا تكلّفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنّيك.

وقال: حرّم الله على نفس أن تموت حتّى ينقطع أثرها، وحتى تأتي على آخر عملها، وحتى تستوعب آخر رزقها، وحتى ينقطع أجلها.

وقال «6» : اللهم إنّي أسألك حزما «7» في لين، وقوة في دين، وإيمانا في يقين، ونشاطا في هدى، وبرّا في استقامة، وكسبا من حلال.

قال الهيثم بن عمران «8» :

كنت جالسا عند يونس بن حلبس، وكان عند غياب الشمس يدعو بدعوات فيها: اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك. فكنت أقول في نفسي: من أين يرزق هذه الشهادة وهو أعمى؟! فلمّا دخلت المسوّدة دمشق قتل.

قال الهيثم «9» :

بلغني أن الخراسانيين اللذين قتلاه بكيا عليه لما أخبرا من صلاحه، وكان من آنس الناس مجلسا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015