شغلتك وهي ككل منتصر لاقى محاسن وجهها شغل

فلوجهها من وجهها قمر ولعينها من عينها كحل

وإذا نظرت إلى محاسنها فلكلّ موضع نظرة قتل

فقالت الأعرابية: يا أمير المؤمنين، ما أدري أيهم أحسن: الشعر، أو من قاله، أو من قيل فيه، فأمر لها بجائزة.

كان «1» الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بن خالد، فدخل يوما إلى يحيى قبل الخلافة، فلقيته في ممر «2» ، فأخذت بكمه فقالت: أمالنا «3» منك يوم مرة؟ فقال لها: بلى، فكيف السبيل إلى ذلك؟ فقالت: تأخذني «4» من هذا الشيخ، فقال ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة، فوهبها له، وغلبت عليه «5» ، وكانت تكثر أن تقول: هي لانة، فسماها هيلانة، فأقامت عنده ثلاث سنين، وماتت، فوجد عليها وجدا شديدا، وأنشد:

أقول لما ضمّنوك الثرى «6» وجالت الحسرة في صدري

اذهب فلا والله ما سرّني بعدك شيء آخر الدهر

كتب هارون الرشيد «7» إلى جاريته الخيزرانة وهي بمكة:

نحن في أفضل «8» السرور ولكن ليس إلا بكم يتم السرور

عيب ما نحن فيه يا أهل ودّي أنكم غبتم «9» ونحن حضور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015