يفوق بحسن اللفظ كل فصاحةٍ ... وخطٍّ بديع في الطروس منير

وقد كنت ذا شوق إليه إذا نأى ... فقد صرت ذا حزن بغير سرور

سأشكوا زماناً روّعتني صروفه ... بفقدي من أهوى بغير مجير

وما نافعي شكوى الزمان وقد غدا ... على كل ملكٍ في الزمان خطير

وأجناده بالمرهفات تحوطه ... وكل شجاع فاتكٍ ونصير

سقى الله قبراً ضمّه بمجلجل ... بكل أصيل حادث وبكور

ليصبح كالروض الأنيق إذا بدا ... بزهر يروق الناظرين نضير

برحمة من يرجى لرحمة مثله ... وغفران ربٍّ للعباد غفور

وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من السنة وافت في دمشق زلزلة روعت الناس وأزعجتهم لما قد وقع في نفوسهم مما قد جرى على بلاد الشام من تتابع الزلازل فيها وهدم ما هدمت منها. ووافت الأخبار من ناحية حلب بأن هذه الزلزلة المذكورة جاءت في حلب هائلة قلقلت من دورها وجدرانها العدد الكثير وأجفل منها أهلها إلى ظاهرها خوفاً على نفوسهم. وإنها كانت بحماة أعظم ما كانت في غيرها وإنها هدمت ما كان عمر فيها من بيوت يلتجأ إليها وإنها دامت فيها أياماً كثيرةً في كل يوم عدة وافرة من الرجفات الهائلة وتتبعها صيحات مختلفات توفي على أصوات الرعود القاصفة المزعجة فسبحان من له الحكم والأمر ومنه تؤمل الرحمة واللطف وهو على كل شيء قدير. وتلا بعد ذلك رجفات متوالية أخف من غيرهن فلما كان في ليلة السبت العاشر من شوال وافت زلزلة هائلة بعد صلاة العشاء الآخرة أزعجت وأقلقت وتلاها في أثرها هزة خفية ثم سكنهما محركهما بقدرته ورأفته بأهل دمشق ورحمته فله الحمد والشكر رب العالمين

وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من شوال من السنة ورد الخبر من ناحية بصرى باستشهاد واليها فخر الدين سرخاك غيلةً في مقره من حصنها بتدبير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015