خلقاً كثيراً وقتل الأمير صدقة بن مزيد في الجملة ووجوه رجاله ولم يفلت منهم إلا اليسير ممن حماه الأجل واستطار قلبه الخوف والوجل. وكان السلطان قد اعتمد في تدبير الجيش وترتيب الحرب على الأمير مودود المستشهد بيد الباطنية في جامع دمشق ووصل السلطان غد يوم الوقعة ونزل الحلة. ولم يكن للعرب بعد صدقة مثله في البيت والتقدم واحسان السيرة فيهم والانصاف لهم والانعام عليهم وكرم النفس وجزيل العطاء وحسن الوفاء والصفح عن الجرائر والتجاوز عن الجرائم والكبائر والتعفف عن أموال الرعية واحسان النية للعسكرية غير إنه كان مع هذه الخلال الجميلة والمآثر الحميدة مطرحاً لفرائض الشريعة متغافلاً عن ارتكاب المحارم الشنيعة مستحسناً لسب الصحابة رضي الله عنهم فكان ما نزل به عليه عاقبة هذه الأفعال الذميمة وما ربك بغافل عما تعملون وتوجه السلطان بعد تقرير أمر الحلة عائداً إلى أصفهان في أوائل شهر من السنة وقد قرر مع الأمير مودود والعسكر قصد الموصل ومنازلتها والتضييق عليها والتملك لها فرحل مودود والعسكر ونزل على الموصل وكان جاولي صاحبها قد أخرج أكثر أهلها منها وأساء أصحابه السيرة فيها وارتكبوا كل محرم منها ومضى إلى الرحبة واستناب فيها من وثق به من أصحابه في حفظها وأقام العسكر السلطاني عليها مدةً وعمد سبعة نفر من أهلها على المواطأة عليها وفتحوا باباً من أبوابها وسلموها إلى مودود ودخلها وقتل مقتلةً كبيرةً من أصحاب جاولي وأمن من كان في القلعة وحملهم وما كان معهم إلى السلطان