وقد كان قلج أرسلان أنفذ بعض مقدمي أصحابه إلى بلاد الروم في خلق كثير من التركمان لانجاد ملك القسطنطينية على بيمند ومن معه من الافرنج الواصلين إلى الشام فانصرفوا إلى ملك الروم وما حشده من عساكر الروم فلما اجتمع للفريقين ما اجتمع رتبوا المصاف والتقوا فاستظهر الروم على الافرنج وكسروهم كسرةً شنيعةً أتت على أكثرهم بالقتل والأسر وتفرق السالم الباقي منهم عائدين إلى بلادهم وفصل أصحاب قلج أرسلان الأتراك إلى أماكنهم بعد أن أكرمهم وخلع عليهم وأحسن إليهم ولما عاد جاولي سقاوه إلى الرحبة ونزل على الموصل راسل أهلها والجند بها فلم يمكنهم المدافعة له عنها ولا المراماة دونها فسلموها إليه بعد أخذ الأمان منه على من حوته وكان ولد قلج قد دخلها فقبض عليه وسيره إلى السلطان محمد ولم يزل مقيماً عنده إلى أن هرب من المعسكر في أوائل سنة 503 وعاد إلى مملكة أبيه ببلاد الروم ويقال انه لما وصل إليها عمل على ابن عمه وقتله واستقام له أمر المملكة بعده وفي هذه السنة وصل إلى دمشق الأمير الأصفهبد التركماني من ناحية عمله فأكرمه ظهير الدين وأحسن تلقيه وأقطعه وادي موسى ومآب والشراة والجبال والبلقاء وتوجه إليها في عسكره وكان الافرنج قد نهضوا إلى هذه الأعمال وقتلوا فيها وسبوا ونهبوا ما قدروا عليه منها فلما وصل إليها وجد أهلها على غاية من الخوف وسوء الحال عما جرى عليهم من الافرنج فأقام بها. ونهض الافرنج إليه لما عرفوا خبره من ناحية البرية ونزلوا بإزاء المكان الذي هو نازل به وأهملوه إلى أن وجدوا الفرصة فيه فكبسوه على غرة فانهزم في أكثر عسكره وهلك باقيه واستولوا على سواده ووصل إلى عين الكتيبة من ناحية حوران والعسكر الدمشقي نازل عليها فتلقاه ظهير الدين متوجعاً له بما جرى عليه ومسلياً عما ذهب منه وعوضه وطلق له ما صلحت به حاله