من هَذَا الْبَاب ليري النَّاس أَنه قد بَايع فَأبى وَقَالَ لَا يغتر بِي أحد فَضَربهُ مائَة سَوط وَألبسهُ تبان شعر وَأرَاهُ أَنه يصلبه
قَالَ أَبُو الْيَقظَان فَحَدثني أَبُو الْمِقْدَام قَالَ مروا علينا بِسَعِيد بْن الْمسيب وَنحن فِي الْكتاب وَقد ضرب مائَة سَوط وَعَلِيهِ تبان شعر ذَهَبُوا بِهِ يرهبونه بالصلب فَقَالَ سعيد بعد لَو علمت أَنهم لَا يصلبونني مَا لبست لَهُم التبَّان فَقَالَ عَبْد الْملك حِين بلغه مَا صنع هِشَام بِسَعِيد بئس مَا صنع هِشَام مثل سعيد لَا يضْرب بالسياط كَانَ يَنْبَغِي أَن يضْرب عَنقه أَو يَدعه وَأقَام الْحَج هِشَام بْن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي
وفيهَا غزا مُوسَى بْن نصير شكوما من أَرض أفريقية فَنزل عَلَى أوربة فقاتلوه ثمَّ فتح اللَّه فَقتل وسبى
فَحَدثني أَبُو خَالِد بْن سعيد عَن أَبِي برَاء النميري قَالَ زحفت الرّوم إِلَى أرمينية إِلَى مُحَمَّد بْن مَرْوَان فَهَزَمَهُمْ اللَّه وَهِي سنة الْحَرِيق وَذَلِكَ أَن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بعد هزيمَة الْقَوْم بعث زِيَاد بْن الْجراح مولى عُثْمَان بْن عَفَّان وهبيرة بْن الْأَعْرَج الْحَضْرَمِيّ فحرقهم فِي كنائسهم وبيعهم وقراهم وَكَانَ الْحَرِيق بالنشوى والبسفرجان
قَالَ أَبُو برَاء فِي تِلْكَ الْغَزْوَة سبيت أم يَزِيد بْن أسيد من السيسجان وَكَانَت بنت بطرِيق السيسجان