قَالَ فِي العشية الَّتِي قتل فِي لَيْلَتهَا فِي شَيْء حدث بِهِ إِن كنت صَادِقا فرزقني اللَّه الشَّهَادَة قبل أَن أرجع إِلَى بَيْتِي فَلَقوهُ تِلْكَ اللَّيْلَة قبل أَن يصل إِلَى منزله فَقَتَلُوهُ ثمَّ أَتَوا مَسْجِد بَنِي قطيعة
قَالَ وهب وَحَدَّثَنِي أَبِي عَن قطن الْأَزْرَق عَن شيخ مِنْهُم قَالَ مَا شعرنَا وَإِنَّا لقِيَام فِي الْمَسْجِد حَتَّى أخذُوا بِأَبْوَاب الْمَسْجِد وحكموا ومالوا عَلَى أهل الْمَسْجِد يَقْتُلُونَهُمْ فَوَثَبَ الْقَوْم الْجدر وَسعوا إِلَى الْأَبْوَاب وَصعد رجل المنارة فَجعل يُنَادي يَا خيل اللَّه ارْكَبِي فَصَعِدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ حَتَّى إِذا لم يبْق فِي الْمَسْجِد إِلَّا قَتِيل وهرب من هرب خَرجُوا يحكمون فِي السِّكَّة وَخرج رجل من بَنِي قطيعة من بَاب دَاره فَوَافَقَ الْقَوْم حِين انْتَهوا إِلَى بَابه فَضَربهُ رجل بِالسَّيْفِ حِين أخرج رَأسه فقد لحيه فَرجع وأغلق الْبَاب وَكَانَ عروسا قبل ذَلِكَ حَدِيثا فَقَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَته فشدته بخمار لَهَا مصبوغ ببقم فالتأم وبرأ قَالَ قطن فَأَدْرَكته وَفِي فِيهِ الضجم وَقَالَ وَحَدَّثَنِي ذَلِكَ الرجل حَدِيثهمْ أَيْضا قَالَ ومضوا وَأَقْبل رجل من الْحَيّ فِي يَده السَّيْف نحوهم فناداه بعض من أشرف عَلَيْهِ من ظهر الْبيُوت يَا فلَان اتَّقِ الحرورية فَقَالَ رجل مِنْهُم لسنا الحرورية وَلَكنَّا الحرس فأمن الرجل فَقَامَ حَتَّى انْتَهوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ومضوا حَتَّى دخلُوا مَسْجِد المعاول فَقتلُوا من فِيهِ ثمَّ مضوا حَتَّى خَرجُوا إِلَى رحبة بَنِي عَليّ
حَدَّثَنَا وهب قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ نَا جرير بْن يَزِيد أَنهم انْتَهوا إِلَى رحبة بَنِي عَلِيّ فَخرج عَلَيْهِم بَنو عَلِيّ وَكَانُوا رُمَاة فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبلِ حَتَّى صرعوهم أَجْمَعِينَ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غدونا وَنحن شباب فَإِذا هم قد صلبوا عَند حُفْرَة السعديين قَالَ فَجَاءَت جَارِيَة مَعهَا قَصْعَة فِيهَا دَرَاهِم فَنَظَرت إِلَيْهِم فَقَالَت سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ